قوله : ( من أذهبت حبيبتيه ) بالتثنية قال الحافظ وقد فسرهما آخر الحديث بقوله " يريد عينيه " والمراد بالحبيبتين المحبوبتان ; لأنهما أحب أعضاء الإنسان إليه لما يحصل له بفقدهما من الأسف على فوات رؤية ما يريد رؤيته من خير فيسر به أو شر فيجتنبه ( فصبر واحتسب ) قال الحافظ المراد أنه يصبر مستحضرا ما وعد الله به الصابر من الثواب ، لا أن يصبر مجردا عن ذلك لأن الأعمال بالنيات وابتلاء الله عبده في الدنيا ليس من سخطه عليه ، بل إما لدفع مكروه أو لكفارة ذنوب أو لرفع منزلة ، فإذا تلقى ذلك بالرضا تم له المراد ، وإلا يصير كما جاء في حديث سلمان : إن مرض المؤمن يجعله الله له كفارة ومستعتبا ، وإن مرض الفاجر كالبعير عقله أهله ثم أرسلوه فلا يدري لم عقل ولم أرسل . أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في الأدب المفرد موقوفا ، انتهى ( لم أرض له ثوابا دون الجنة ) قال الحافظ : وهذا أعظم العوض لأن الالتذاذ بالبصر يفنى بفناء الدنيا ، والالتذاذ بالجنة باق ببقائها وهو شامل لكل من وقع له ذلك بالشرط المذكور ، ووقع في حديث أبي أمامة فيه قيد آخر أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في الأدب المفرد بلفظ : nindex.php?page=hadith&LINKID=754917إذا أخذت كريمتيك فصبرت عند الصدمة واحتسبت فأشار إلى أن الصبر النافع هو ما يكون في وقوع البلاء فيفوض ويسلم وإلا فمتى تضجر وتقلق في أول وهلة ثم يئس فيصبر لا يكون حصل المقصود .