[ ص: 118 ] قوله : ( حدثنا أبو حصين ) بفتح الحاء وكسر الصاد المهملتين ( عبد الله بن أحمد بن يونس ) اليربوعي الكوفي ثقة من الحادية عشرة .
قوله : ( ومعهم الرهط ) أي الجماعة ( حتى مروا بسواد عظيم ) أي أشخاص كثيرين . قال في القاموس : السواد الشخص والمال الكثير ومن البلدة قراها والعدد الكثير ومن الناس عامتهم ( قد سد الأفق ) أي ستر طرف السماء بكثرته ( من ذا الجانب ومن ذا الجانب ) أي من اليمين والشمال ( وسوى هؤلاء من أمتك سبعون ألفا ) وفي رواية الشيخين ومع هؤلاء سبعون ألفا قدامهم قال النووي -رحمه الله- : يحتمل هذا أن يكون معناه وسبعون ألفا من أمتك وغير هؤلاء ، وأن يكون معناه في جملتهم سبعون ألفا ويؤيد هذا رواية nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : nindex.php?page=hadith&LINKID=754956هذه أمتك ويدخل الجنة من هؤلاء سبعون ألفا ، انتهى . قلت : الاحتمال الأول هو الظاهر لأن رواية الترمذي هذه صريحة في ذلك ( فدخل ) أي النبي -صلى الله عليه وسلم- في بعض حجرات أزواجه ( ولم يسألوه ) أي عن هؤلاء الذين يدخلون الجنة بغير حساب ( ولم يفسر ) أي النبي -صلى الله عليه وسلم- ( لهم ) أي من هم ( فقالوا نحن هم ) وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=12070للبخاري : nindex.php?page=hadith&LINKID=754957وقالوا نحن الذين آمنا بالله واتبعنا رسوله فنحن هم ( وقال قائلون هم أبناء الذين ولدوا على الفطرة [ ص: 119 ] والإسلام ) وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=12070للبخاري : nindex.php?page=hadith&LINKID=754958وأولادنا الذين ولدوا في الإسلام فبلغ النبي -صلى الله عليه وسلم- فخرج ( فقام عكاشة ) بضم العين وتشديد الكاف وتخفيف على ما في القاموس والمغني ( ابن محصن ) بكسر ميم وفتح صاد ( فقال أنا منهم يا رسول الله قال نعم ) وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=12070للبخاري : أمنهم أنا يا رسول الله ؟ قال ( نعم ) .
وفي رواية أخرى له : nindex.php?page=hadith&LINKID=754959فقال ادع الله أن يجعلني منهم قال : اللهم اجعله منهم . قال الحافظ : ويجمع بأنه سأل الدعاء أولا فدعا له ثم استفهم قيل أجبت ، انتهى . ( ثم جاءه آخر ) وفي حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة عند nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : nindex.php?page=hadith&LINKID=754960ثم قام رجل من الأنصار ( فقال سبقك بها ) أي بهذه المسألة . قال ابن بطال : معنى قوله سبقك أي إلى إحراز هذه الصفات وهي التوكل وعدم التطير وما ذكر معه وعدل عن قوله : لست منهم أو لست على أخلاقهم تلطفا بأصحابه وحسن أدبه معهم ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=11890ابن الجوزي : يظهر لي أن الأول سأل عن صدق قلب فأجيب ، وأما الثاني فيحتمل أن يكون أريد به حسم المادة فلو قال الثاني نعم لأوشك أن يقوم ثالث ورابع إلى ما لا نهاية له ، وليس كل الناس يصلح لذلك .
قال الحافظ في الفتح : وهذا أولى من قول من قال كان منافقا لوجهين أحدهما أن الأصل في الصحابة عدم النفاق فلا يثبت ما يخالف ذلك إلا بنقل صحيح . والثاني أنه قل أن يصدر مثل هذا السؤال إلا عن قصد صحيح ويقين بتصديق الرسول . وكيف يصدر ذلك من منافق وإلى هذا جنح ابن تيمية وصحح النووي أن النبي -صلى الله عليه وسلم- علم بالوحي أنه يجاب في عكاشة ولم يقع ذلك في حق الآخر . وقال السهيلي : الذي عندي في هذا أنها كانت ساعة إجابة علمها -صلى الله عليه وسلم- ، واتفق أن الرجل قال بعدما انقضت ، ويبينه ما وقع في حديث أبي سعيد ثم جلسوا ساعة يتحدثون . وفي رواية ابن إسحاق بعد قوله : ( سبقك بها عكاشة ) " وبردت الدعوة " أي انقضى وقتها ، انتهى ما في الفتح .
قوله : ( وفي الباب عن ابن مسعود nindex.php?page=showalam&ids=3وأبي هريرة ) أما حديث ابن مسعود فأخرجه أحمد وأما حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة فأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري .