قوله : ( حدثني nindex.php?page=showalam&ids=16667عمر بن ذر ) بن عبد الله بن زرارة الهمداني بالسكون المرهبي أبو ذر الكوفي ثقة رمي بالإرجاء ، من السادسة .
قوله : ( كان أهل الصفة أضياف أهل الإسلام ) . . . الصفة مكان في مؤخر المسجد النبوي مظلل أعد لنزول الغرباء فيه ممن لا مأوى له ولا أهل وكانوا يكثرون فيه ويقلون بحسب من يتزوج منهم أو يموت أو يسافر . وقد سرد أسماءهم أبو نعيم في الحلية فزادوا على المائة كذا ذكره الحافظ في الفتح في باب علامات النبوة . وقال في كتاب الرقاق : وقد اعتنى بجمع أسماء أهل الصفة أبو سعيد بن الأعرابي وتبعه أبو عبد الرحمن السلمي ، فزاد أسماء وجمع بينهما أبو نعيم في أوائل الحلية فسرد جميع ذلك ( لا يأوون على أهل ولا مال ) وكذا في رواية nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في الرقاق بلفظ " على " قال الحافظ في رواية روح : والأكثر إلى بدل على . قال في القاموس : أويت منزلي وإليه أويا بالضم ويكسر ، نزلته بنفسي وسكنته وآويته وأويته وأويته أنزلته . وفي حديث عبد الرحمن بن أبي بكر عند nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في علامات النبوة أن أصحاب الصفة كانوا أناسا فقراء وأن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال مرة : nindex.php?page=hadith&LINKID=754974من كان عنده طعام اثنين فليذهب بثالث ومن كان عنده طعام أربعة فليذهب بخامس أو بسادس أو كما قال .
ولأبي نعيم في الحلية من مرسل nindex.php?page=showalam&ids=16972محمد بن سيرين : nindex.php?page=hadith&LINKID=877441كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا صلى قسم ناسا من أصحاب الصفة بين ناس من أصحابه فيذهب الرجل بالرجل والرجل بالرجلين حتى ذكر عشرة - الحديث . وله من حديث معاوية بن الحكم : بينا أنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الصفة ، فجعل يوجه الرجل مع الرجل من الأنصار والرجلين والثلاثة حتى بقيت في [ ص: 151 ] أربعة ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- خامسنا ، فقال انطلقوا بنا فقال يا عائشة عشينا الحديث . ( والله ) الواو للقسم ( إن كنت ) بسكون النون مخففة من المثقلة ( لأعتمد بكبدي على الأرض من الجوع ) أي ألصق بطني بالأرض وكأنه كان يستفيد بذلك ما يستفيده من شدة الحجر على بطنه ، أو هو كناية عن سقوطه على الأرض مغشيا عليه . قاله الحافظ وذكر روايات تدل على خرور nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة -رضي الله عنه- على الأرض من الجوع مغشيا عليه . قلت الاحتمال الأول هو الظاهر ، وأما خروره على الأرض من الجوع مغشيا عليه فحالة أخرى له من الجوع ، والله تعالى أعلم ( وأشد الحجر على بطني من الجوع ) قال العلماء : فائدة شد الحجر المساعدة على الاعتدال والانتصاب أو المنع من كثرة التحلل من الغذاء الذي في البطن لكون الحجر بقدر البطن فيكون الضعف أقل ، أو لتقليل حرارة الجوع ببرد الحجر أو لأن فيه الإشارة إلى كسر النفس ( ولقد قعدت يوما على طريقهم الذي يخرجون فيه ) ضمير طريقهم للنبي -صلى الله عليه وسلم- وبعض أصحابه ممن كان طريق منازلهم إلى المسجد متحدة ( إلا ليستتبعني ) بمهملة ومثناتين وموحدة أي يطلب مني أن أتبعه ليطعمني ( فمر ولم يفعل ) أي الاستتباع ( ثم مر عمر ) قال الحافظ : لعل العذر لكل من أبي بكر وعمر حمل سؤال nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة على ظاهره أو فهما ما أراده ولكن لم يكن عندهما إذ ذاك ما يطعمانه .
لكن وقع في رواية أبي حازم من الزيادة أن عمر تأسف على عدم إدخاله nindex.php?page=showalam&ids=3أبا هريرة داره ولفظه : فلقيت عمر فذكرت له وقلت له : ولي الله ذلك من كان أحق به منك يا عمر ، وفيه قال عمر : والله لأن أكون أدخلتك أحب إلي من أن يكون لي حمر النعم ، فإن فيه إشعارا بأنه كان عنده ما يطعمه إذ ذاك فيرجح الاحتمال الأول ، ولم يعرج على ما رمزه nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة من كنايته بذلك عن طلب ما يأكل ( فتبسم حين رآني ) زاد nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري وعرف ما في نفسي وما في وجهي . قال الحافظ : قوله فتبسم حين رآني وعرف ما في نفسي . استدل nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة بتبسمه -صلى الله عليه وسلم- على أنه عرف ما به لأن التبسم تارة يكون لما يعجب وتارة يكون لإيناس من تبسم إليه ، ولم تكن تلك الحال معجبة فقوي الحمل على الثاني . وقوله " وما في وجهي " كأنه عرف من حال وجهه ما في نفسه من احتياجه إلى ما يسد رمقه ( وقال ) أي رسول الله -صلى الله عليه وآله [ ص: 152 ] وسلم- ( nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة ) أي أنت nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة ( قال الحق ) بهمزة وصل وفتح المهملة أي اتبع ( فوجد قدحا ) بالفتح فإن القدح لا يكسر ( فساءني ذلك ) إشارة إلى ما تقدم من قوله فادعهم ، وقد بين ذلك بقوله ( وقلت ) أي في نفسي ( فسيأمرني ) أي النبي -صلى الله عليه وسلم- ( أن أديره عليهم ) وكأنه عرف بالعادة ذلك ؛ لأنه كان يلازم النبي -صلى الله عليه وسلم- ويخدمه وقد أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في تاريخه عن nindex.php?page=showalam&ids=55طلحة بن عبيد الله : nindex.php?page=hadith&LINKID=877442كان nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة مسكينا لا أهل له ولا مال ، وكان يدور مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حيثما دار ( ما يغنيني ) أي عن جوع ذلك اليوم ( فأخذ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- القدح فوضعه على يده ثم رفع رأسه فتبسم ) وفي nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : فأخذ القدح فوضعه على يده فنظر إلي فتبسم . قال الحافظ : كأنه -صلى الله عليه وسلم- تفرس في nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ما كان وقع في توهمه أن لا يفضل له من اللبن شيء ؛ فلذلك تبسم إليه إشارة إلى أنه لم يفته شيء ( فحمد الله وسمى ) أي حمد الله على ما من به [ ص: 153 ] من البركة التي وقعت في اللبن المذكور مع قلته حتى روى القوم كلهم وأفضلوا وسمى في ابتداء الشرب ( وشرب ) أي الفضلة كما في رواية nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري أي البقية .
قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري وغيره .