قوله : ( أخبرنا nindex.php?page=showalam&ids=15767حميد ) هو الطويل .
قوله : ( لما قدم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المدينة ) أي حين جاءها أول قدومه ( أتاه المهاجرون ) أي بعدما قام الأنصار بخدمتهم وإعطائهم أنصاف دورهم وبساتينهم إلى أن بعضهم طلق أحسن نسائه ليتزوجها بعض المهاجرين ، كما أخبر الله تعالى عنهم بقوله : والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ( فقالوا ) أي المهاجرون ( ما رأينا قوما [ ص: 159 ] أبذل من كثير ) أي من مال كثير ( ولا أحسن مواساة من قليل ) أي من مال قليل ( من قوم نزلنا بين أظهرهم ) أي عندهم وفيما بينهم . والمعنى أنهم أحسنوا إلينا سواء كانوا كثيري المال أو فقيري الحال . قال الطيبي -رحمه الله- : الجاران أعني من قليل ومن كثير متعلقان بالبذل والمواساة . وقوله " من قوم " صلة لـ " أبذل " و " أحسن " على سبيل التنازع وقوم هو المفضل ، والمراد بالقوم الأنصار وإنما عدل عنه إليه ليدل التنكير على التفخيم فيتمكن من إجراء الأوصاف التالية عليه بعد الإبهام ليكون أوقع ؛ لأن التبيين بعد الإبهام أوقع في النفس وأبلغ ( لقد كفونا ) من الكفاية ( المؤنة ) أي تحملوا عنا مؤنة الخدمة في عمارة الدور والنخيل وغيرهما ( وأشركونا ) أي مثل الإخوان ( في المهنأ ) بفتح الميم والنون وهمز في آخره ، ما يقوم بالكفاية وإصلاح المعيشة ، وقيل ما يأتيك بلا تعب . قال ابن الملك والمعنى أشركونا في ثمار نخيلهم وكفونا مؤنة سقيها وإصلاحها وأعطونا نصف ثمارهم .
وقال القاضي : يريدون به ما أشركوهم فيه من زروعهم وثمارهم ( حتى لقد خفنا أن يذهبوا ) أي الأنصار ( بالأجر كله ) أي بأن يعطيهم الله أجر هجرتنا من مكة إلى المدينة وأجر عبادتنا كلها من كثرة إحسانهم إلينا ، ( فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- : لا ) أي لا يذهبون بكل الأجر فإن فضل الله واسع ، فلكم ثواب العبادة ولهم أجر المساعدة ( ما دعوتم الله لهم وأثنيتم عليهم ) أي ما دمتم تدعون لهم بخير فإن دعاءكم يقوم بحسناتهم إليكم وثواب حسناتكم راجع عليكم . قال الطيبي -رحمه الله- : يعني إذ حملوا المشقة والتعب على أنفسهم وأشركونا في الراحة والمهنأ فقد أحرزوا المثوبات . فكيف نجازيهم ؟ فأجاب لا . أي ليس الأمر كما زعمتم فإنكم إذا أثنيتم عليهم شكرا لصنيعهم ودمتم عليه فقد جازيتموه .
قوله : ( هذا حديث حسن صحيح غريب ) وأخرجه أبو داود nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي .