قوله : ( أخبرنا المفضل بن صالح ) الأسدي النخاس الكوفي ضعيف ، من الثامنة .
[ ص: 268 ] قوله : ( اشتكت النار إلى ربها وقالت أكل بعضي بعضا ) قال الحافظ في الفتح : قد اختلف في هذه الشكوى هل هي بلسان القال أو بلسان الحال ، واختار كلا طائفة . وقالnindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر : لكلا القولين وجه ونظائر والأول أرجح ، وقال عياض : إنه الأظهر ، وقال القرطبي : لا إحالة في حمل اللفظ على حقيقته ، قال : وإذا أخبر الصادق بأمر جائز لم يحتج إلى تأويله فحمله على حقيقته أولى . وقال النووي نحو ذلك ثم قال حمله على حقيقته هو الصواب ، وقال نحو ذلك التوربشتي ، ورجح nindex.php?page=showalam&ids=13926البيضاوي حمله على المجاز ، فقال شكواها مجاز عن غليانها ، وأكلها بعضها بعضا مجاز عن ازدحام أجزائها ، وتنفسها مجاز عن خروج ما يبرز منها . وقال الزين بن المنير : المختار حمله على الحقيقة لصلاحية القدرة لذلك ، ولأن استعارة الكلام للحال وإن عهدت وسمعت لكن الشكوى وتفسيرها والتعليل له والإذن والقبول والتنفس وقصره على اثنين فقط بعيد من المجاز ، خارج عما ألف من استعماله ، انتهى ما في الفتح ( فجعل لها نفسين ) بفتح الفاء ، والنفس معروف وهو ما يخرج من الجوف ويدخل فيه من الهواء ( فأما نفسها في الشتاء فزمهرير ) قال الحافظ . المراد بالزمهرير شدة البرد ، واستشكل وجوده في النار ولا إشكال لأن المراد بالنار محلها وفيها طبقة زمهريرية . وفي الحديث رد على من زعم من المعتزلة وغيرهم أن النار لا تخلق إلا يوم القيامة انتهى ( أما نفسها في الصيف فسموم ) بفتح السين : الريح الحارة تكون غالبا بالنهار .