[ ص: 409 ] قوله : ( نهاهم أن يطرقوا ) من باب نصر ينصر ، قال الحافظ في الفتح : قال أهل اللغة الطروق بالضم المجيء بالليل من سفر أو غيره على غفلة ، ويقال لكل آت بالليل طارق ولا يقال بالنهار إلا مجازا ، وقال بعض أهل اللغة : أصل الطروق الدفع والضرب وبذلك سميت الطريق لأن المارة تدقها بأرجلها ، وسمي الآتي بالليل طارقا لأنه يحتاج غالبا إلى دق الباب . وقيل : أصل الطروق السكون ومنه أطرق رأسه فلما كان الليل يسكن فيه سمي الآتي فيه طارقا ، انتهى . وقد روي هذا الحديث عن جابر بألفاظ فروى مسلم من طريق سيار عن عامر عنه بلفظ : nindex.php?page=hadith&LINKID=755031إذا قدم أحدكم ليلا فلا يأتين أهله طروقا حتى تستحد المغيبة وتمتشط الشعثة . ومن طريق عاصم عن الشعبي عنه بلفظ : nindex.php?page=hadith&LINKID=755032نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا أطال الرجل الغيبة أن يأتي أهله طروقا ، ومن طريق سفيان عن محارب عنه بلفظ : nindex.php?page=hadith&LINKID=755033نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يطرق الرجل أهله ليلا يتخونهم أو يطلب عثراتهم : قال النووي : معنى هذه الروايات كلها أنه يكره لمن طال سفره ، أن يقدم على امرأته ليلا بغتة فأما من كان سفره قريبا تتوقع امرأته إتيانه ليلا ، فلا بأس كما قال في إحدى هذه الروايات إذا أطال الرجل الغيبة وإذا كان في قفل عظيم أو عسكر ونحوهم ، واشتهر قدومهم ووصولهم وعلمت امرأته وأهله أنه قادم معهم وأنهم الآن داخلون ، فلا بأس بقدومه متى شاء لزوال المعنى الذي نهي بسببه ، فإن المراد أن يتأهبوا وقد حصل ذلك ولم يقدم بغتة ، ويؤيد ما ذكرناه ما جاء في الحديث الآخر : nindex.php?page=hadith&LINKID=755034أمهلوا حتى ندخل ليلا أي عشاء كي تمتشط الشعثة وتستحد المغيبة فهذا تصريح فيما قلناه وهو مفروض في أنهم أرادوا الدخول في أوائل النهار بغتة فأمرهم بالصبر إلى آخر النهار ؛ ليبلغ خبر قدومهم إلى المدينة ، وتتأهب النساء وغيرهن ، انتهى كلام النووي .

قوله : ( وفي الباب عن أنس nindex.php?page=showalam&ids=12وابن عمر nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس ) أما حديث أنس فأخرجه أحمد والشيخان nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي ، وأما حديث ابن عمر فأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13113ابن خزيمة في صحيحه ، وأما حديث ابن عباس فأخرجه أيضا nindex.php?page=showalam&ids=13113ابن خزيمة .

[ ص: 410 ] قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) وأخرجه أحمد والشيخان .

قوله : ( وقد روي عن ابن عباس أن النبي -صلى الله عليه وسلم- نهاهم أن يطرقوا النساء ليلا قال فطرق رجلان إلخ ) رواه nindex.php?page=showalam&ids=13113ابن خزيمة ورواه عن ابن عمر أيضا كما في الفتح .