قوله : ( أخبرني nindex.php?page=showalam&ids=16523عبيد الله بن عبد الله ) بن عتبة بن مسعود الهذلي أبو عبد الله المدني ثقة فقيه ثبت من الثالثة ( أن nindex.php?page=showalam&ids=12026أبا سفيان بن حرب ) اسمه صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف الأموي صحابي شهير أسلم عام الفتح .
قوله : ( أن هرقل ) بكسر الهاء وفتح الراء وإسكان القاف هذا هو المشهور ، ويقال : هرقل بكسر الهاء وإسكان الراء وكسر القاف حكاه الجوهري في صحاحه وهو اسم علم له ولقبه قيصر وكذا كل من ملك الروم يقال له قيصر ( أرسل إليه ) أي إلى أبي سفيان ( في نفر من قريش ) في رواية nindex.php?page=showalam&ids=12070للبخاري : في ركب من قريش . قال الحافظ : جمع راكب كصحب وصاحب وهم أولو الإبل العشرة فما فوقها . والمعنى أرسل إلى أبي سفيان حال كونه في جملة الركب وذاك لأنه كان كبيرهم فلهذا خصه وكان عدد الركب ثلاثين رجلا . رواه nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم في الإكليل انتهى ( وكانوا تجارا ) بضم التاء وتشديد الجيم أو كسرها والتخفيف جمع تاجر ( فذكر الحديث ) ورواه الشيخان بطوله ( ثم دعا ) أي من وكل ذلك إليه ولهذا عدي إلى الكتاب بالباء والله أعلم .
المراد بالحمد لله ذكر الله تعالى . وقد جاء في رواية : بذكر الله تعالى ، وهذا الكتاب كان ذا بال من المهمات العظام وبدأ فيه بالبسملة دون الحمد ، ومنها أن السنة في المكاتبة والرسائل بين الناس أن يبدأ الكاتب بنفسه فيقول من زيد إلى عمرو وهذه مسألة مختلف فيها . قال الإمام أبو جعفر في كتابه صناعة الكتاب قال أكثر العلماء : يستحب أن يبدأ بنفسه كما ذكرنا . ثم روى فيه أحاديث كثيرة وآثارا قال وهذا هو الصحيح عند أكثر العلماء ؛ لأنه إجماع الصحابة ، قال وسواء في هذا تصدير الكتاب والعنوان قال ورخص جماعة في أن يبدأ بالمكتوب إليه فيقول في التصدير والعنوان إلى فلان من فلان ، ثم روى بإسناده أن nindex.php?page=showalam&ids=47زيد بن ثابت كتب إلى معاوية فبدأ باسم معاوية ، وعن nindex.php?page=showalam&ids=12691محمد بن الحنفية nindex.php?page=showalam&ids=15558وبكر بن عبد الله nindex.php?page=showalam&ids=12341وأيوب السختياني أنه لا بأس بذلك ، قال وأما العنوان فالصواب أن يكتب عليه إلى فلان ولا يكتب لفلان ؛ لأنه إليه لا له إلا على مجاز ، قال هذا هو الصواب الذي عليه أكثر العلماء من الصحابة والتابعين ، ومنها التوقي في المكاتبة واستعمال الورع فيها فلا يفرط ولا يفرط ، ولهذا قال النبي إلى هرقل عظيم الروم فلم يقل ملك الروم ؛ لأنه لا ملك له ولا لغيره إلا بحكم دين الإسلام ولا سلطان لأحد إلا من ولاه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أو ولاه من أذن له رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بشرطه ، وإنما ينفذ من تصرفات الكفار ما ينفذه للضرورة ، ولم يقل إلى هرقل فقط بل أتى بنوع من الملاطفة فقال عظيم الروم أي الذي يعظمونه ويقدمونه ، وقد أمر الله تعالى بإلانة القول لمن يدعى إلى الإسلام فقال تعالى : ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وقال تعالى : فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى وغير ذلك ، ومنها استحباب البلاغة والإيجاز وتحري الألفاظ الجزلة في المكاتبة فإن قوله -صلى الله عليه وسلم- أسلم تسلم في نهاية من الاختصار وغاية من الإيجاز والبلاغة وجمع المعاني ، مع ما فيه [ ص: 417 ] من بديع التجنيس وشموله لسلامته من خزي الدنيا بالحرب والسبي والقتل وأخذ الديار والأموال ، ومن عذاب الآخرة ، ومنها : استحباب أما بعد في الخطب والمكاتبات ، وقد ترجم nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري لهذه بابا في كتاب الجمعة ذكر فيه أحاديث كثيرة ، انتهى كلام النووي .
وفيه أن السنة إذا كتب كتابا إلى الكفار أن يكتب السلام على من اتبع الهدى أو السلام على من تمسك بالحق أو نحو ذلك . قال ابن بطال . في الحديث حجة لمن أجاز مكاتبة أهل الكتاب بالسلام عند الحاجة . قال الحافظ : في جواز السلام على الإطلاق نظر ، والذي يدل عليه الحديث السلام المقيد مثل ما في الخبر ; السلام على من اتبع الهدى ، أو السلام على من تمسك بالحق ، أو نحو ذلك انتهى .
قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري مختصرا ومطولا ، وأخرجه مسلم مطولا .