إليك أبيت اللعن كان وجيفها إلى الماجد القرم الجواد المحمد
أي الذي حمد مرة بعد مرة أو الذي تكاملت فيه الخصال المحمودة ( وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر ) قال العلماء : المراد محو الكفر من مكة والمدينة وسائر بلاد العرب ، وما زوي له ـ صلى الله عليه وسلم ـ من الأرض ووعد أن يبلغه ملك أمته . قالوا ويحتمل أن المراد المحو العام بمعنى ، الظهور بالحجة والغلبة كما قال تعالى : ليظهره على الدين كله وجاء في حديث آخر تفسير الماحي بأنه الذي محيت به سيئات من اتبعه ، فقد يكون المراد بمحو الكفر هذا ويكون كقوله تعالى : قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف والحديث الصحيح : الإسلام يهدم ما كان قبله ( وأنا الحاشر ) أي ذو الحشر ( الذي يحشر ) أي يجمع ( على قدمي ) قال النووي : ضبطوه بتخفيف الياء على الإفراد وتشديدها على التثنية ، قال الطيبي : والظاهر على قدميه اعتبارا للموصول إلا أنه اعتبر المعنى المدلول للفظة أنا . وفي شرح السنة : أي يحشر أولا الناس لقوله : " أنا أول من تنشق عنه الأرض " . وقال الحافظ في الفتح : على قدمي أي على أثري ، أي أنه يحشر قبل الناس . وهو موافق لقوله في الرواية الأخرى : " يحشر الناس على عقبي " . انتهى . وقال الطيبي : هو من الإسناد المجازي لأنه سبب في حشر الناس لأن الناس لم يحشروا ما لم يحشر ( وأنا العاقب الذي ليس بعده نبي ) قال النووي : أما العاقب ففسره في الحديث بأنه ليس بعده نبي أي جاء عقبهم . قال ابن الأعرابي : العاقب والعقوب الذي يخلف في الخير من كان قبله .