قوله : ( اتقوا الحديث ) أي احذروا روايته ( عني ) والمعنى لا تحدثوا عني ( إلا ما علمتم ) أي أنه من حديثي . قال القاري : والظاهر أن العلم هنا يشتمل الظن فإنه إذا جوز الشهادة به مع أنها أضيق من الرواية اتفاقا فلأن تجوز به الرواية أولى ، ويؤيده أنه يجوز في الرواية الاعتماد على الخط بخلاف الشهادة عند الجمهور ( ومن قال ) أي من تكلم ( في القرآن ) أي في معناه أو قراءته ( برأيه ) أي من تلقاء نفسه من غير تتبع أقوال الأئمة من أهل اللغة والعربية المطابقة للقواعد الشرعية بل بحسب ما يقتضيه عقله وهو مما يتوقف على النقل بأنه لا مجال للعقل فيه كأسباب النزول والناسخ والمنسوخ وما يتعلق بالقصص والأحكام أو بحسب ما يقتضيه ظاهر النقل وهو مما يتوقف على العقل كالمتشابهات التي أخذ المجسمة بظواهرها وأعرضوا عن استحالة ذلك في العقول أو بحسب ما يقتضيه بعض العلوم الإلهية مع عدم معرفته ببقيتها وبالعلوم الشرعية فيما يحتاج لذلك ، ولذا قال nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي المراد رأي غلب من غير دليل قام عليه أما ما يشده برهان فلا محذور فيه ، فعلم أن علم التفسير إنما يتلقى من النقل أو من أقوال الأئمة أو من المقاييس العربية أو القواعد الأصولية المبحوث عنها في علم أصول الفقه أو أصول الدين .
[ ص: 225 ] قوله : ( هذا حديث حسن ) وأخرجه أحمد من وجه آخر .