قوله : ( أخبرنا nindex.php?page=showalam&ids=12156أبو معاوية ) اسمه محمد بن خازم ( عن nindex.php?page=showalam&ids=12045أبي صالح ) هو السمان واسمه ذكوان .
[ ص: 238 ] قوله : وكذلك جعلناكم أمة وسطا الكاف في قوله وكذلك كاف التشبيه جاء لشبه به ، وفيه وجوه ، أحدها : أنه معطوف على ما تقدم من قوله في حق إبراهيم : ولقد اصطفيناه في الدنيا ـ صلى الله عليه وسلم ـ وكذلك جعلناكم أمة وسطا . الثاني : أنه معطوف على قوله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم ، وكذلك هديناكم وجعلناكم أمة وسطا . الثالث قيل معناه : كما جعلنا قبلتكم وسطا بين المشرق والمغرب كذلك جعلناكم أمة وسطا ، يعني عدولا خيارا ( قال عدلا ) أي قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في تفسير قوله تعالى وسطا عدلا . وروى nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في صحيحه هذا الحديث مطولا ، وكذا الترمذي بعد هذا وفي آخر حديثهما ، والوسط : العدل .
قال الحافظ في الفتح : هو مرفوع من نفس الخبر وليس بمدرج من قول بعض الرواة كما وهم فيه بعضهم ، وسيأتي في الاعتصام بلفظ : ( وكذلك جعلناكم أمة وسطا عدلا ) . وأخرج nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي من طريق nindex.php?page=showalam&ids=15730حفص بن غياث عن الأعمش بهذا السند في قوله وسطا قال ( عدلا ) كذا أورده مختصرا مرفوعا ، وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني من هذا الوجه مختصرا مرفوعا ، ومن طريق nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع عن الأعمش بلفظ ( والوسط العدل ) مختصرا مرفوعا ، ومن طريق أبي معاوية عن الأعمش مثله ، قال الطبري : الوسط في كلام العرب الخيار ، يقولون فلان وسط في قومه وواسط إذا أرادوا الرفع في حسبه ، قال : والذي أرى أن معنى الوسط في الآية الجزء الذي بين الطرفين ، والمعنى أنهم وسط لتوسطهم في الدين ، فلم يغلوا كغلو النصارى ، ولم يقصروا كتقصير اليهود ، ولكنهم أهل وسط واعتدال .
قال الحافظ : لا يلزم من كون الوسط في الآية صالحا لمعنى التوسط أن لا يكون أريد به معناه الآخر كما نص عليه الحديث ، فلا مغايرة بين الحديث وبين ما دل عليه معنى الآية ، انتهي .