قوله : ( أخبرنا أبو زميل ) بضم الزاي مصغرا اسمه nindex.php?page=showalam&ids=16051سماك بن الوليد الحنفي ( حدثني nindex.php?page=showalam&ids=11عبد الله بن عباس ) بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف ابن عم رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولد قبل الهجرة بثلاث سنين ودعا له رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالفهم في القرآن ، فكان يسمى البحر والحبر لسعة [ ص: 373 ] علمه ، وقال عمر : لو أدرك ابن عباس أسناننا ما عثره منا أحد ، مات سنة ثمان وستين بالطائف ، وهو أحد المكثرين من الصحابة ، وأحد العبادلة من فقهاء الصحابة .
قوله : ( نظر نبي الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى المشركين ) وفي رواية مسلم لما كان يوم بدر نظر رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى المشركين .
قال النووي : بدر هو موضع الغزوة العظمى المشهورة وهو ماء معروف وقرية عامرة على أربع مراحل من المدينة بينها وبين مكة .
قال ابن عيينة : بدر بئر كانت لرجل يسمى بدرا فسميت باسمه .
قال أبو اليقظان : كانت لرجل من بني غفار ، وكانت غزوة بدر يوم الجمعة لسبع عشرة خلت من شهر رمضان في السنة الثانية من الهجرة ( ثم مد يديه ) أي رفعهما ( وجعل يهتف ) بفتح أوله وكسر التاء المثناة بعد الهاء ، ومعناه يصيح ويستغيث بالله بالدعاء ، وفيه استحباب استقبال القبلة في الدعاء ورفع اليدين فيه ، وأنه لا بأس برفع الصوت في الدعاء ( اللهم أنجز لي ما وعدتني ) من الإنجاز : أي أحضر لي ما وعدتني ، يقال : أنجز وعده إذا أحضره ( اللهم إنك إن تهلك هذه العصابة ) ، قال النووي : ضبطوا تهلك بفتح التاء وضمها ، فعلى الأول ترفع العصابة على أنها فاعل ، وعلى الثاني تنصب وتكون مفعوله ، والعصابة : الجماعة . انتهى .
قال الحافظ في الفتح : إنما قال ذلك لأنه علم أنه خاتم النبيين ، فلو هلك هو ومن معه حينئذ لم يبعث أحد ممن يدعو إلى الإيمان ولاستمر المشركون يعبدون غير الله ، فالمعنى لا يعبد في الأرض بهذه الشريعة ( كفاك ) وفي بعض النسخ : كذاك ، بالذال ، وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري حسبك وكله بمعنى ، كما صرح به الجزري والنووي ( مناشدتك ربك ) المناشدة : السؤال مأخوذة من النشيد ، وهو رفع الصوت وضبطوا مناشدتك بالرفع والنصب وهو الأشهر . قال القاضي : من رفعه حمله فاعلا لكفاك ، ومن نصبه فعلى المفعول لما في حسبك وكفاك ، وكذاك من معنى الفعل من الكف .
[ ص: 374 ] قال العلماء : هذه المناشدة إنما فعلها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ليراه أصحابه بتلك الحال فتقوى قلوبهم بدعائه وتضرعه مع أن الدعاء عبادة وقد كان وعده الله تعالى إحدى الطائفتين ، إما العير وإما الجيش ، وكانت العير قد ذهبت وفاتت ، فكان على ثقة من حصول الأخرى ولكن سأل تعجيل ذلك وتنجيزه من غير أذى يلحق المسلمين ( فإنه سينجز لك ما وعدك ) .
قال الخطابي : لا يجوز أن يتوهم أحد أن أبا بكر كان أوثق بربه من النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في تلك الحال . بل الحامل للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ على ذلك شفقته على أصحابه وتقوية قلوبهم ; لأنه كان أول مشهد شهده فبالغ في التوجه والدعاء والابتهال لتسكن نفوسهم عند ذلك لأنهم كانوا يعلمون أن وسيلته مستجابة ، فلما قال أبو بكر ما قال ، كف عن ذلك وعلم أنه استجيب له لما وجد أبو بكر في نفسه من القوة والطمأنينة ، فلهذا عقب بقوله سيهزم الجمع .
إذ تستغيثون ربكم أي تطالبون منه الغوث بالنصر عليهم فاستجاب لكم أي فأجاب دعاءكم أني ممدكم أي بأني معينكم بألف من الملائكة مردفين أي متتابعين يردف بعضهم بعضا .
قوله : ( هذا حديث حسن صحيح غريب ) وأخرجه أحمد ومسلم وأبو داود وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري مختصرا .
قال الحافظ : هذا من مراسيل الصحابة ، فإن ابن عباس لم يحضر ذلك ولعله أخذه عن عمر أو عن أبي بكر ( وقال وإنما كان هذا يوم بدر ) الظاهر أن ضمير قال راجع إلى الترمذي .