قوله : ( أخبرنا ابن نمير ) هو عبد الله بن نمير ( عن عباد بن يوسف ) قال في التقريب : عباد بن يوسف ويقال ابن سعيد كوفي عن أبي بردة مجهول من السادسة ويقال اسمه عبادة ( أنزل الله علي أمانين ) أي في القرآن وما كان الله ليعذبهم إلخ قبله ، وإذ قالوا اللهم إن كان هذا أي الذي يقرؤه محمد ، هو الحق من عندك أي المنزل من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم أي مؤلم على إنكاره قاله النضر وغيره ، استهزاء وإيهاما أنه على بصيرة وجزم ببطلانه وأنت فيهم أي مقيم بمكة بين أظهرهم حتى يخرجوك لأن العذاب إذا نزل عم ولم تعذب أمة إلا بعد خروج نبيها والمؤمنون منها . وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون حيث يقولون في طوافهم : غفرانك غفرانك ، وقيل هم المؤمنون المستضعفون فيهم ، كما قال تعالى : لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذابا أليما وبعده وما لهم أن لا يعذبهم الله أي بالسيف بعد خروجك والمستضعفين ، وعلى القول الأول هي ناسخة لما قبلها ، وقد عذبهم ببدر وغيره وهم يصدون أي يمنعون النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ والمسلمين عن المسجد الحرام أن يطوفوا به وما كانوا أولياءه كما زعموا إن أولياؤه إلا المتقون ولكن أكثرهم لا يعلمون أن لا ولاية لهم عليه ( إذا مضيت ) أي ذهبت ( تركت فيهم ) أي بعدي ( الاستغفار إلى يوم القيامة ) فما داموا يستغفرون لم يعذبوا .