هي مدنية بإجماعهم . قال nindex.php?page=showalam&ids=11890ابن الجوزي : سوى آيتين في آخرها : لقد جاءكم رسول من أنفسكم فإنهما نزلتا بمكة وهي مائة وتسع وعشرون آية وقيل مائة وثلاثون آية .
قوله : ( وسهل بن يوسف ) الأنماطي البصري ، ثقة ، رمي بالقدر ، من كبار التاسعة . ( حدثني يزيد الفارسي ) البصري مقبول من الرابعة .
قوله : ( ما حملكم ) أي ما الباعث والسبب لكم ( أن عمدتم ) بفتح الميم أي على أن قصدتم ( وهي من المثاني ) .
قال في المجمع : يقال المثاني على كل سورة أقل من المئين ، ومنه عمدتم إلى الأنفال وهي من [ ص: 380 ] المثاني . انتهى . وقال في النهاية : المثاني السورة التي تقصر عن المئين وتزيد على المفصل كأن المئين جعلت مبادئ والتي تليها مثاني ( وإلى براءة ) هي سورة التوبة وهي أشهر أسمائها ، ولها أسماء أخرى تزيد على العشرة ، قاله الحافظ في الفتح ( وهي من المئين ) أي ذوات مائة آية .
قال في المجمع : أول القرآن السبع الطول ، ثم ذوات المئين ، أي ذوات مائة آية ، ثم المثاني ، ثم المفصل . انتهى . والمئون جمع المائة ، وأصل المائة مأي كمعي والياء عوض عن الواو ، وإذا جمعت المائة قلت مئون ، ولو قلت مئات جاز ( في السبع الطول ) بضم ففتح ( ما حملكم على ذلك ) تقرير للتأكيد وتوجيه السؤال أن الأنفال ليس من السبع الطول لقصرها عن المئين لأنها سبع وسبعون آية وليست غيرها لعدم الفصل بينها وبين براءة ( كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ مما يأتي عليه الزمان ) أي الزمان الطويل ولا ينزل عليه شيء ، وربما يأتي عليه الزمان ( وهو ) أي النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ والواو للحال ( ينزل عليه ) بصيغة المجهول ( فكان إذا نزل عليه الشيء ) يعني من القرآن ( دعا بعض من كان يكتب ) أي الوحي ، nindex.php?page=showalam&ids=47كزيد بن ثابت ومعاوية وغيرهما ( فإذا نزلت عليه الآية فيقول ( ضعوا هذه الآية في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا ) هذا زيادة جواب تبرع به رضي الله تعالى عنه للدلالة على أن ترتيب الآيات توقيفي وعليه الإجماع والنصوص المترادفة . وأما ترتيب السور فمختلف فيه كما في الإتقان ( وكانت براءة من آخر القرآن ) أي نزولا كما في رواية أي فهي مدنية أيضا ، وبينهما النسبة الترتيبية بالأولية والآخرية ، فهذا أحد وجوه الجمع بينهما ( وكانت قصتها ) أي الأنفال ( شبيهة بقصتها ) أي براءة ويجوز العكس ، ووجه كون قصتها شبيهة بقصتها أن في الأنفال ذكر العهود ، وفي براءة نبذها فضمت إليها ( فظننت أنها ) أي التوبة ( منها ) أي الأنفال ، وكأن هذا مستند من قال : إنهما سورة واحدة ، وهو ما أخرجه أبو الشيخ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأبو يعلى عن مجاهد nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عن سفيان وابن لهيعة ، كانوا يقولون : إن " براءة " من الأنفال ، ولهذا لم تكتب البسملة بينهما مع اشتباه طرقهما ، ورد بتسمية النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كل منهما باسم مستقل .
[ ص: 381 ] قال القشيري : إن الصحيح أن التسمية لم تكن فيها لأن جبريل عليه الصلاة والسلام لم ينزل بها فيها ، وعن ابن عباس : لم تكتب البسملة في " براءة " لأنها أمان " وبراءة " نزلت بالسيف . وعن مالك : أن أولها لما سقط سقطت معه البسملة ، فقد ثبت أنها كانت تعدل البقرة لطولها ، وقيل إنها ثابتة أولها في مصحف ابن مسعود ولا يعول على ذلك ، كذا في المرقاة ( ولم يبين لنا أنها منها ) أي لم يبين لنا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن التوبة من الأنفال أو ليست منها ( فمن أجل ذلك ) أي لما ذكر من عدم تبيننا وجود ما ظهر لنا من المناسبة بينهما ( قرنت بينهما ولم أكتب بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم ) أي لعدم العلم بأنها سورة مستقلة ; لأن البسملة كانت تنزل عليه ـ صلى الله عليه وسلم ـ للفصل ولم تنزل ولم أكتب ووضعتها في السبع الطول . قال الطيبي : دل هذا الكلام على أنهما نزلتا منزلة سورة واحدة وكمل السبع الطول بها . ثم قيل السبع الطول : هي البقرة وبراءة وما بينهما وهو المشهور ، لكن روى nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي nindex.php?page=showalam&ids=14070والحاكم عن ابن عباس أنها البقرة والأعراف وما بينهما .
قال الراوي : وذكر السابعة فنسيتها ، وهو يحتمل أن تكون الفاتحة فإنها من السبع المثاني ، أو هي السبع المثاني ، ونزلت سبعتها منزلة المئين ، ويحتمل أن تكون الأنفال بانفرادها أو بانضمام ما بعدها إليها . وصح عن nindex.php?page=showalam&ids=13033ابن جبير أنها يونس ، وجاء مثله عن ابن عباس ، ولعل وجهه أن الأنفال وما بعدها مختلف في كونها من المثاني وأن كلا منهما سورة أو هما سورة .
( هذا حديث حسن ) وأخرجه أحمد وأبو داود nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان nindex.php?page=showalam&ids=14070والحاكم ، وقال صحيح ولم يخرجاه .