قوله : ( في قوله يثبت الله ) أي في تفسير قوله تعالى : يثبت الله إلخ بالقول الثابت هو كلمة التوحيد ، وهي شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله في الحياة الدنيا بأن لا يزالوا عنه إذا فتنوا في دينهم ، ولم يرتابوا بالشبهات وإن ألقوا في النار ، كما ثبت الذين فتنهم أصحاب الأخدود وغيرهم وفي الآخرة أي في القبر ، بتلقين الجواب وتمكين الصواب ، وهو قول الجمهور . ويدل عليه قوله ( قال في القبر ) أي قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : نزلت هذه الآية في عذاب [ ص: 435 ] القبر ، ففي رواية الشيخين : نزلت في عذاب القبر .
قال الكرماني : ليس في الآية ذكر عذاب القبر ، فلعله سمى أحوال العبد في قبره عذاب القبر تغليبا لفتنة الكافر على فتنة المؤمن لأجل التخويف ، ولأن القبر مقام الهول والوحشة . ولأن ملاقاة الملائكة مما يهاب منه ابن آدم في العادة " إذا قيل له " أي لصاحب القبر " من ربك وما دينك ومن نبيك " فإن كان مؤمنا أزال الله الخوف عنه ، وثبت لسانه في جواب الملكين فيقول . ربي الله وديني الإسلام ونبيي محمد .