مكية إلا وإن عاقبتم إلى آخرها وهي مائة وثمان وعشرون آية .
قوله : ( أربع ) أي من الركعات ( قبل الظهر بعد الزوال ) صفة لأربع والموصوف مع الصفة مبتدأ وخبره قوله ( تحسب ) بصيغة المجهول ( بمثلهن من صلاة السحر ) أي بمثل أربع ركعات كائنة من صلاة السحر ، يعني توازي أربعا من الفجر من السنة والفريضة لموافقة المصلي بعد الزوال سائر الكائنات في الخضوع والدخور لبارئها ، فإن الشمس أعلى وأعظم منظورا في الكائنات ، وعند زوالها يظهر هبوطها وانحطاطها وسائر ما يتفيأ بها ظلاله عن اليمين والشمائل ، قاله الطيبي . وقيل : لا يظهر وجه العدول عن الظاهر ، وهو حمل السحر على حصته ، وتشبيه هذه الأربع بأربع من صلاة الصبح إلا باعتبار كون المشبه به مشهودا بمزيد الفضل . انتهى ، يعني قوله تعالى : [ ص: 444 ] إن قرآن الفجر كان مشهودا وفيه إشارة إلى أن العدول إنما هو ليكون المشبه به أقوى ، إذ ليس التهجد أفضل من سنة الظهر . قال القاري : والأظهر حمل السحر على حقيقته ، وهو السدس الأخير من الليل ، ويوجه كون المشبه به أقوى بأن العبادة فيه أشق وأتعب ، والحمل على الحقيقة مهما أمكن فهو أولى وأحسن ( وليس من شيء إلا وهو يسبح الله تلك الساعة ) أي يسبحه تسبيحا خاصا تلك الساعة ، فلا ينافي قوله تعالى : وإن من شيء إلا يسبح بحمده المقتضي لكونه كذلك في سائر الأوقات ( ثم قرأ ) أي النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أو عمر ، قال القاري : والظاهر هو الأول يتفيأ ظلاله إلخ الآية بتمامها مع تفسيرها هكذا أولم يروا إلى ما خلق الله من شيء له ظل كشجر وجبل يتفيأ أي يميل ظلاله عن اليمين والشمائل جمع شمل أي عن جانبيها أول النهار وآخره سجدا لله حال ، أي خاضعين بما يراد منهم وهم أي الظلال داخرون أي صاغرون . نزلوا منزلة العقلاء .
قوله : ( هذا حديث غريب ) وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي ، في شعب الإيمان ، وفي سنده يحيى البكاء وهو ضعيف .