قوله : ( أتي بالبراق ) بضم الموحدة وتخفيف الراء ، مشتق من البريق ، فقد جاء في لونه أنه [ ص: 448 ] أبيض . أو من البرق لأنه وصفه بسرعة السير ، أو من قولهم شاة برقاء إذا كان خلال صوفها الأبيض طاقات سود ، ولا ينافيه وصفه في بعض الأحاديث بأن البراق أبيض ; لأن البرقاء من الغنم معدودة في البياض ( ليلة أسري ) بصيغة الماضي المجهول من الإسراء ( به ) أي بالنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ( ملجما ) اسم مفعول من الإلجام قال في القاموس : ألجم الدابة ألبسها اللجام وهو ككتاب ، فارسي معرب ( مسرجا ) اسم مفعول من الإسراج ، يقال أسرجت الدابة : إذا شددت عليها السرج ( فاستصعب عليه ) أي صار البراق صعبا على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ( أبمحمد ) ـ صلى الله عليه وسلم ـ والهمزة للإنكار ( تفعل هذا ) أي الاستصعاب ( فما ركبك أحد أكرم على الله منه ) أي من محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ ( فارفض عرقا ) أي جرى عرقه وسال ، ثم سكن وانقاد وترك الاستصعاب .
قوله : ( هذا حديث حسن غريب ) قال الحافظ : وصححه nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان ، وذكر ابن إسحاق عن قتادة أنه لما شمس وضع جبريل يده على معرفته ، فقال أما تستحيي ، فذكر نحوه مرسلا لم يذكر أنسا . nindex.php?page=showalam&ids=15397وللنسائي وابن مردويه من طريق يزيد بن أبي مالك عن أنس نحوه موصولا ، وزاد وكانت تسخر للأنبياء قبله ، ونحوه في حديث أبي سعيد عند ابن إسحاق ، وفيه دلالة على أن البراق كان معدا لركوب الأنبياء خلافا لمن نفى ذلك nindex.php?page=showalam&ids=13138كابن دحية ، وأول قول جبريل فما ركبك أكرم على الله منه : أي ما ركبك أحد قط ، فكيف يركبك أكرم منه .
وقد جزم السهيلي أن البراق إنما استصعب عليه لبعد عهده بركوب الأنبياء قبله قال النووي قال الزبيدي في مختصر العين وتبعه صاحب التحرير : كان الأنبياء يركبون البراق ، قال وهذا يحتاج إلى نقل صحيح . قال الحافظ : قد ذكرت النقل بذلك ثم ذكر الحافظ آثارا تشهد لذلك .