قوله : ( أخبرنا أبو محياة ) اسمه يحيى بن يعلى التيمي ( عن ابن أخي nindex.php?page=showalam&ids=106عبد الله بن سلام ) مجهول ، من الثالثة . قوله : ( لما أريد عثمان ) أي أريد قتله ( جاء nindex.php?page=showalam&ids=106عبد الله بن سلام ) بتخفيف اللام الصحابي المشهور ( اخرج إلى الناس ) أي الذين حاصروه ( فاطردهم ) من الطرد وهو الإبعاد أي أبعدهم ( فإنك خارج خير لي منك داخل ) أي كونك خارجا لطردهم خير لي من كونك داخلا عندي ( إنه كان اسمي في الجاهلية فلان ) الظاهر أن يكون فلانا بالنصب منونا لأنه خبر كان وفلان وفلانة يكنى بهما عن العلم الذي مسماه ممن يعقل فلا تدخل " ال " عليهما وفلانة ممنوعة من الصرف فيقال جاء فلان ولكن جاءت فلانة ويكنى بهما أيضا عن العلم لغير العاقل فتدخل عليهما " ال " تقول ركبت الفلان وحلبت الفلانة وأما الرفع فعلى أن في " كان " ضمير الشأن و " اسمي " مبتدأ و " فلان " خبره والجملة خبر كان وكان اسم عبد الله في الجاهلية الحصين فسماه النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله أخرجه ابن ماجه ( في ) بتشديد الياء وشهد شاهد من بني إسرائيل أي العالمين بما أنزل الله في التوراة وقبله قل أرأيتم إن كان من عند الله وكفرتم به وشهد إلخ على مثله فآمن أي على مثل القرآن من المعاني الموجودة في التوراة المطابقة له من إثبات التوحيد والبعث والنشور وغير ذلك . وهذه المثلية هي باعتبار تطابق المعاني وإن اختلفت الألفاظ قال الجرجاني : مثل صلة والمعنى وشهد شاهد عليه أنه من عند الله وكذا قال الواحدي ، فآمن الشاهد بالقرآن لما تبين له أنه من كلام الله ومن جنس [ ص: 99 ] ما ينزله على رسله وهذا الشاهد من بني إسرائيل هو nindex.php?page=showalam&ids=106عبد الله بن سلام كما قال الحسن ومجاهد وقتادة وغيرهم وفي هذا نظر فإن السورة مكية بالإجماع nindex.php?page=showalam&ids=106وعبد الله بن سلام كان إسلامه بعد الهجرة فيكون المراد بالشاهد رجلا من أهل الكتاب قد آمن بالقرآن في مكة وصدقه ، واختار هذا ابن جرير والراجح أنه nindex.php?page=showalam&ids=106عبد الله بن سلام وأن هذه الآية مدنية لا مكية . وعن ابن عباس قال : هو nindex.php?page=showalam&ids=106عبد الله بن سلام ، وقد روي نحو هذا عن جماعة من التابعين وفيه دليل على أن هذه الآية مدنية فيخصص بها عموم قولهم : إن سورة الأحقاف كلها مكية وإياه ذكر الكراشي وكونه إخبارا قبل الوقوع خلاف الظاهر ولذا قيل لم يذهب أحد أن الآية مكية إذا فسر الشاهد بابن سلام ، وفيه بحث لأن قوله " وشهد شاهد " معطوف على الشرط الذي يصير به الماضي مستقبلا فلا ضرر في شهادة الشاهد بعد نزولها ، وادعاء أنه لم يقل به أحد من السلف مع ذكره في شروح الكشاف لا وجه له إلا أن يراد من السلف المفسرون . قاله الشهاب كذا في فتح البيان .
قلت : حديث nindex.php?page=showalam&ids=106عبد الله بن سلام هذا صريح في أن هذه الآية نزلت فيه ، وحديث عوف بن مالك عند nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان وحديث ابن عباس عند ابن مردويه أيضا يدلان على أن هذه الآية نزلت في nindex.php?page=showalam&ids=106عبد الله بن سلام كما في فتح الباري وهو القول الراجح واستكبرتم أي آمن الشاهد واستكبرتم أنتم عن الإيمان وجواب الشرط بما يدل عليه ألستم ظالمين دل عليه إن الله لا يهدي القوم الظالمين فحرمهم الله سبحانه الهداية بظلمهم لأنفسهم بالكفر بعد قيام الحجة الظاهرة على وجوب الإيمان ومن فقد هداية الله له ضل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم أي على صدقي ومن عنده علم الكتاب قيل هو nindex.php?page=showalam&ids=106عبد الله بن سلام وقيل هم مؤمنو أهل الكتاب . وهذه الآية في آخر سورة الرعد ( مغمودا ) أي مستورا في غلافه ( فالله الله ) بالنصب فيهما أي اتقوا الله ( في هذا الرجل ) أي عثمان رضي الله عنه ( أن تقتلوه ) بدل اشتمال من هذا الرجل ( لتطردن ) أي لتبعدن ( جيرانكم ) بالنصب على المفعولية ( الملائكة ) بالنصب على البدلية ( ولتسلن ) أي لتنتزعن ( فلا يغمد ) بصيغة المجهول . قال في مختار الصحاح : غمد السيف من باب ضرب ونصر جعله في غمده فهو مغمود وأغمده أيضا فهو مغمد وهما لغتان فصيحتان ( اقتلوا اليهودي ) أي nindex.php?page=showalam&ids=106عبد الله بن سلام .
قوله : [ ص: 100 ] ( هذا حديث غريب ) وأخرجه ابن مردويه nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير مختصرا قوله : ( عن ابن محمد بن عبد الله بن سلام ) وفي الرواية الآتية في مناقب nindex.php?page=showalam&ids=106عبد الله بن سلام : وعمر بن محمد بن عبد الله بن سلام ولم أقف على ترجمة عمر بن محمد هذا .