قوله : ليغفر لك الله أي بجهادك ما تقدم من ذنبك وما تأخر أي منه لترغيب أمتك في الجهاد وهو مؤول لعصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام بالدليل العقلي القاطع من الذنوب واللام للعلة الغائبة . فمدخلها مسبب لا سبب قاله الجلال المحلي .
واختلف في معنى قوله ما تقدم من ذنبك وما تأخر فقيل ما تقدم من ذنبك قبل الرسالة وما تأخر بعدها . قاله مجاهد nindex.php?page=showalam&ids=16004وسفيان الثوري nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير والواحدي وغيرهم وفيه أقوال أخرى ضعيفة والظاهر الراجح هذا الذي ذكرناه ويكون المراد بالذنب بعد الرسالة ترك ما هو الأولى وسمي في حقه ذنبا لجلالة قدره وإن لم يكن ذنبا في حق غيره ( مرجعه ) أي وقت رجوعه ظرف لقوله أنزلت ( فقالوا هنيئا مريا يا رسول الله ) قال القسطلاني : أي قال أصحابه صلى الله عليه وسلم : هنيئا أي لا إثم فيه مريئا أي لا داء فيه ، ونصبا على المفعول أو الحال أو صفة لمصدر محذوف أي صادفت أو عش عيشا هنيئا مريئا يا رسول الله غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ليدخل المؤمنين والمؤمنات إلخ اللام متعلق بمحذوف أي أمر بالجهاد ليدخل إلخ .
قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) وأخرجه أحمد والشيخان . قوله : ( وفيه عن مجمع بن جارية ) يعني وفي الباب عن مجمع بضم الميم وفتح الجيم وتشديد الميم المكسورة ابن جارية بالجيم ابن عامر الأنصاري الأوسي المدني صحابي أحد القراء الذين قرءوا القرآن وأخرج حديثه أحمد وأبو داود في الجهاد .