قوله : ( سأل أهل مكة النبي صلى الله عليه وسلم ) هذا من مراسيل الصحابة لأن أنسا لم يدرك هذه القصة ، وقد جاءت القصة من حديث ابن عباس وهو أيضا ممن لم يشاهدها ومن حديث ابن مسعود nindex.php?page=showalam&ids=67وجبير بن مطعم وحذيفة وهؤلاء شاهدوها ( آية ) أي علامة دالة على نبوته ورسالته ( فانشق القمر بمكة مرتين ) ووقع في رواية nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : فأراهم القمر شقتين . قال الحافظ ما ملخصه : وفي رواية لمسلم مرتين ، وفي مصنف عبد الرزاق عن معمر بلفظ مرتين أيضا ، وكذلك أخرجه الإمامان أحمد وإسحاق في مسنديهما عن عبد الرزاق وقد اتفق الشيخان عليه من رواية شعبة عن قتادة بلفظ فرقتين . قال nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي : قد حفظ ثلاثة من أصحاب قتادة عنه مرتين . قال الحافظ لكن اختلف عن كل منهم في هذه اللفظة ولم يختلف على شعبة وهو أحفظهم ، ولم يقع في شيء من طرق حديث ابن مسعود بلفظ مرتين ، إنما فيه فرقتين أو فلقتين بالراء أو اللام ، وكذا في حديث ابن عمر فلقتين . وفي حديث جبير بن مطعم فرقتين . ثم ذكر الحافظ روايات عديدة وقع في بعضها : انشق باثنتين . وفي بعضها شقتين وفي بعضها قمرين . ثم قال ولا أعرف من جزم من علماء الحديث بتعدد الانشقاق في زمنه صلى الله عليه وسلم ولم يتعرض لذلك أحد من شراح الصحيحين ، وتكلم الحافظ ابن القيم على هذه الرواية فقال المرات يراد بها الأفعال تارة والأعيان أخرى والأول أكثر . ومن الثاني انشق القمر مرتين وقد خفي على بعض الناس فادعى أن انشقاق القمر وقع مرتين وهذا مما يعلم أهل الحديث والسير أنه غلط فإنه لم يقع إلا مرة واحدة ، وقد قال العماد ابن كثير في الرواية التي فيها مرتين نظر ولعل قائلها أراد فرقتين . قال الحافظ : وهذا الذي لا يتجه غيره جمعا بين الروايات انتهى .
( يقول ذاهب ) يعني أن المراد بقوله مستمر ذاهب مار لا يبقى قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) وأخرجه الشيخان .