3323 حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد حدثني nindex.php?page=showalam&ids=11928أبو الوليد حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12118أبو عوانة عن nindex.php?page=showalam&ids=11937أبي بشر عن nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله عنهما قال nindex.php?page=hadith&LINKID=665615ما قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم على الجن ولا رآهم انطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم في طائفة من أصحابه عامدين إلى سوق عكاظ وقد حيل بين الشياطين وبين خبر السماء وأرسلت عليهم الشهب فرجعت الشياطين إلى قومهم فقالوا ما لكم قالوا حيل بيننا وبين خبر السماء وأرسلت علينا الشهب فقالوا ما حال بيننا وبين خبر السماء إلا أمر حدث فاضربوا مشارق الأرض ومغاربها فانظروا ما هذا الذي حال بينكم وبين خبر السماء قال فانطلقوا يضربون مشارق الأرض ومغاربها يبتغون ما هذا الذي حال بينهم وبين خبر السماء فانصرف أولئك النفر الذين توجهوا نحو تهامة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بنخلة عامدا إلى سوق عكاظ وهو يصلي بأصحابه صلاة الفجر فلما سمعوا القرآن استمعوا له فقالوا هذا والله الذي حال بينكم وبين خبر السماء قال فهنالك رجعوا إلى قومهم فقالوا يا قومنا إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا فأنزل الله على نبيه صلى الله عليه وسلم قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن وإنما أوحي إليه قول الجن
( ومن سورة الجن ) مكية وهي ثمان وعشرون آية .
قوله : ( حدثني nindex.php?page=showalam&ids=11928أبو الوليد ) هو الطيالسي ( حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12118أبو عوانة ) الوضاح بن عبد الله اليشكري ( عن nindex.php?page=showalam&ids=11937أبي بشر ) بكسر الموحدة وسكون المعجمة اسمه جعفر بن أبي وحشية . قوله : ( ما قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم على الجن ولا رآهم ) أخرج nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في صحيحه حديث ابن عباس هذا لكن لم يذكر فيه هذه اللفظة . قال الحافظ : كأن nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري حذف هذه اللفظة عمدا لأن ابن مسعود أثبت nindex.php?page=hadith&LINKID=755686أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ على الجن فكان ذلك مقدما على نفي ابن عباس وقد أشار إلى ذلك مسلم فأخرج عقب حديث ابن عباس هذا حديث ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " nindex.php?page=hadith&LINKID=755687أتاني داعي الجن فانطلقت معه فقرأت عليهم القرآن " ، ويمكن الجمع بالتعدد انتهى . وقال النووي : قال العلماء هما قضيتان ، فحديث ابن عباس في أول الأمر وأول النبوة حين أتوا فسمعوا قراءة قل أوحي ، واختلف المفسرون هل علم النبي صلى الله عليه وسلم استماعهم حال استماعهم بوحي إليه أم لم يعلم بهم إلا بعد ذلك ، وأما حديث ابن مسعود فقضيته أخرى جرت بعد ذلك بزمان الله أعلم بقدره وكان بعد اشتهار الإسلام ( عامدين ) أي قاصدين ( إلى سوق عكاظ ) بضم المهملة وتخفيف الكاف وآخره ظاء معجمة بالصرف وعدمه موسم معروف للعرب من أعظم مواسمهم وهو نخل في وديان مكة والطائف يقيمون به شوالا كله يتبايعون ويتفاخرون ، وكان ذلك لما خرج عليه الصلاة والسلام إلى الطائف ورجع منها سنة عشر من المبعث لكن استشكل قوله : في طائفة من أصحابه ؛ لأنه لما خرج إلى الطائف لم يكن معه من أصحابه إلا nindex.php?page=showalam&ids=138زيد بن حارثة ، وأجيب بالتعدد أو أنه لما رجع لاقاه بعض أصحابه في أثناء الطريق فرافقوه ( وقد حيل ) بكسر الحاء المهملة وسكون التحتانية بعدها لام أي حجز ومنع على البناء للمجهول ( وأرسلت عليهم الشهب ) بضمتين جمع شهاب . قال الحافظ ظاهر هذا أن الحيلولة [ ص: 169 ] وإرسال الشهب وقعا في الزمان المقدم ذكره ، والذي تضافرت به الأخبار أن ذلك وقع لهم من أول البعثة النبوية وهذا مما يؤيد تغاير زمن القصتين وأن مجيء الجن لاستماع القرآن كان قبل خروجه صلى الله عليه وسلم إلى الطائف بسنتين ولا يعكر على ذلك إلا قوله في هذا الخبر أنهم رأوه يصلي بأصحابه صلاة الفجر لأنه يحتمل أن يكون ذلك قبل فرض الصلوات ليلة الإسراء فإنه صلى الله عليه وسلم كان قبل الإسراء يصلي قطعا وكذلك أصحابه ولكن اختلف هل افترض قبل الخمس شيء من الصلاة أم لا ؟ فيصبح على هذا قول من قال : إن الفرض أولا كان صلاة قبل طلوع الشمس وصلاة قبل غروبها والحجة في قوله تعالى : فسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ونحوها من الآيات فيكون إطلاق صلاة الفجر في حديث الباب باعتبار الزمان لا لكونها إحدى الخمس المفترضة ليلة الإسراء فتكون قصة الجن متقدمة من أول المبعث انتهى .
( فاضربوا مشارق الأرض ومغاربها ) بالنصب على الظرفية أي سيروا في الأرض كلها ( نحو تهامة ) بكسر المثناة اسم لكل غير عال من بلاد الحجاز سميت بذلك لشدة حرها اشتقاقا من التهم بفتحتين وهو شدة الحر وسكون الريح ، وقيل من تهم الشيء إذا تغير قيل لها ذلك لتغير هوائها قال البكري حدها من جهة الشرق ذات عرق . ومن قبل الحجاز السرج بفتح المهملة وسكون الراء بعدها جيم قرية من عمل الفرع بينها وبين المدينة اثنان وسبعون ميلا ( وهو بنخلة ) بفتح النون وسكون المعجمة موضع بين مكة والطائف قال البكري : على ليلة من مكة وهو غير منصرف للعلمية والتأنيث ( استمع ا له ) أي أصغوا إليه ( هذا والله الذي ) أي الحدث الذي ( فهنالك ) ظرف مكان والعامل فيه " رجعوا " مقدرا يفسره المذكور إنا سمعنا قرآنا عجبا أي يتعجب منه في فصاحة لفظه وكثرة معانيه ، قائمة فيه دلائل الإعجاز ، و " عجبا " مصدر ووصف به للمبالغة أو على حذف المضاف أي ذا عجب يهدي إلى الرشد أي يدعو إلى الصواب وقيل يهدي إلى التوحيد والإيمان فآمنا به أي بالقرآن ، قال nindex.php?page=showalam&ids=15151الماوردي : ظاهر هذا أنهم آمنوا عند سماع القرآن قال : والإيمان يقع بأحد أمرين إما بأن يعلم حقيقة [ ص: 170 ] الإعجاز وشروط المعجزة فيقع له العلم بصدق الرسول أو يكون عنده علم من الكتب الأولى فيها دلائل على أنه النبي المبشر به وكلا الأمرين في الجن محتمل ولن نشرك أي بعد اليوم قل يا محمد للناس أوحي إلي أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يخبر قومه بواقعة الجن ويظهرها لهم ليعرفوا بذلك وأنك مبعوث إلى الجن كالإنس ولتعلم قريش أن الجن مع تمردهم لما سمعوا القرآن وعرفوا إعجازه آمنوا به ، والمعنى أخبرت بالوحي من الله أنه الضمير للشأن استمع أي لقراءتي ( وإنما أوحي إليه قول الجن ) أي لقولهم إنا سمعنا إلخ وهذا كلام ابن عباس كأنه تقرر فيه ما ذهب إليه أولا أنه صلى الله عليه وسلم لم يجتمع بهم وإنما أوحى الله إليه بأنهم استمعوا ، ومثله قوله تعالى : وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا الآية ، ولكن لا يلزم من عدم ذكر اجتماعه بهم حين استمعوا ألا يكون اجتمع بهم بعد ذلك .