قوله : ( حدثنا أحمد بن أبي عبيد الله ) اسم أبي عبيد الله هذا بشر ، ووقع في النسخة الأحمدية : أحمد بن عبيد الله بغير لفظ أبي وهو غلط ( عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن يزيد بن أمية ) المدني مجهول ، من السابعة قوله : ( إذا ودع رجلا ) أي مسافرا ( أخذ بيده فلا يدعها ) أي فلا يترك يد ذلك الرجل من غاية التواضع ونهاية إظهار المحبة والرحمة ( ويقول ) أي للمودع ( أستودع الله دينك ) أي أستحفظ وأطلب منه حفظ دينك ( وأمانتك ) أي حفظ أمانتك فيما تزاوله من الأخذ والإعطاء ومعاشرة الناس في السفر إذ قد يقع منك هناك خيانة ، وقيل أريد بالأمانة الأهل والأولاد الذين خلفهم ، وقيل المراد بالأمانة التكاليف كلها كما فسر بها قوله تعالى : إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا الآية ( وآخر عملك ) أي في سفرك أو مطلقا كذا قيل : قال القاري : والأظهر أن المراد به حسن الخاتمة ؛ لأن المدار عليها في أمر الآخرة وأن التقصير فيما قبلها مجبور بحسنها ويؤيده قوله " وخواتيم عملك " في الرواية الآتية . قال الطيبي : قوله أستودع الله هو طلب حفظ الوديعة وفيه نوع مشاكلة للتوديع وجعل دينه وأمانته من الودائع ؛ لأن السفر يصيب الإنسان فيه المشقة والخوف فيكون ذلك سببا لإهمال بعض أمور الدين فدعا له صلى الله عليه وسلم بالمعونة والتوفيق ولا يخلو الرجل في سفره ذلك من الاشتغال بما يحتاج فيه إلى الأخذ والإعطاء والمعاشرة مع الناس فدعا له بحفظ الأمانة والاجتناب عن الخيانة ، ثم إذا انقلب إلى أهله يكون مأمون العاقبة عما يسوءه في الدين والدنيا . قوله : ( هذا حديث غريب ) وأخرجه ابن ماجه .