قوله : ( كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزاة ) هذه الغزوة هي غزوة خيبر كما صرح به الحافظ في الفتح في كتاب القدر ( فلما قفلنا ) أي رجعنا ( أشرفنا ) أي اطلعنا من قولهم أشرفت عليه إذا اطلعت عليه ( nindex.php?page=hadith&LINKID=755707إن ربكم ليس بأصم ولا غائب ) بل هو سميع بصير قريب فلا حاجة إلى رفع الصوت بالتكبير ( هو بينكم وبين رءوس رحالكم ) بكسر الراء جمع رحل بالفتح وهو ما يجعل على ظهر البعير كالسرج . وقال في المجمع هو ما يوضع على البعير ثم يعبر به عن البعير انتهى . والظاهر أن المراد بالرحال هنا الرواحل ، وفي رواية لمسلم : nindex.php?page=hadith&LINKID=755708والذي تدعونه أقرب إلى أحدكم من عنق راحلة أحدكم . قال النووي أي بالعلم والإحاطة فهو مجاز كقوله تعالى : ونحن أقرب إليه من حبل الوريد ( nindex.php?page=hadith&LINKID=755709ألا أعلمك كنزا من كنوز الجنة لا حول ولا قوة إلا بالله ) قال النووي قال العلماء : سبب ذلك أنها كلمة استسلام وتفويض إلى الله تعالى واعتراف بالإذعان له وأنه لا صانع غيره ولا راد لأمره وأن العبد لا يملك شيئا في الأمر . ومعنى الكنز هنا أنه ثواب مدخر في الجنة وهو ثواب نفيس كما أن الكنز أنفس أموالكم . قال أهل اللغة : الحول الحركة والحيلة أي لا حركة ولا استطاعة ولا حيلة إلا بمشيئة الله تعالى ، وقيل معناه لا حول في دفع شر ولا قوة في تحصيل خير إلا بالله ، وقيل لا حول عن معصية الله إلا بعصمته ولا قوة على طاعته إلا بمعونته ، وحكي هذا عن ابن مسعود رضي الله عنه وكله [ ص: 302 ] مقارب انتهى . قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) وأخرجه الشيخان وأبو داود nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه ومعنى قوله : ( هو بينكم وبين رءوس رواحلكم ) إنما يعني علمه وقدرته وكذلك يؤولون قوله تعالى : ونحن أقرب إليه من حبل الوريد أي نحن أقرب إليه بالعلم من حبل وريده لا يخفى علينا شيء من خفياته فكأن ذاته قريبة منه . وحاصله أنه تجوز بقرب الذات عن قرب العلم . ونقل الذهبي في كتاب العلو ص 144 عن الإمام nindex.php?page=showalam&ids=13711أبي الحسن الأشعري أنه قال : إن الله يقرب من خلقه كيف شاء كما قال : ونحن أقرب إليه من حبل الوريد .