صفحة جزء
3462 حدثنا عبد الله بن أبي زياد حدثنا سيار حدثنا عبد الواحد بن زياد عن عبد الرحمن بن إسحق عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقيت إبراهيم ليلة أسري بي فقال يا محمد أقرئ أمتك مني السلام وأخبرهم أن الجنة طيبة التربة عذبة الماء وأنها قيعان وأن غراسها سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر وفي الباب عن أبي أيوب قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه من حديث ابن مسعود
قوله : ( أخبرنا سيار ) بن حاتم العنزي ( أخبرنا عبد الواحد بن زياد ) العبدي البصري ( عن عبد الرحمن بن إسحاق ) أبي شيبة الواسطي الكوفي ( عن القاسم بن عبد الرحمن ) بن عبد الله بن مسعود قوله : ( لقيت إبراهيم ) أي الخليل عليه الصلاة والسلام ( ليلة أسري بي ) قال القاري بالإضافة وفي نسخة يعني من المشكاة بتنوين ليلة أي ليلة أسري فيها بي وهي ليلة المعراج ( فقال ) أي إبراهيم وهو في محله من السماء السابعة مسندا ظهره إلى البيت المعمور ( أقرئ ) أمر من الإقراء أو من قرأ يقرأ ( أمتك مني السلام ) أي بلغهم مني السلام ( طيبة التربة ) بضم الفوقية وسكون الراء هي التراب فإن ترابها المسك والزعفران ولا أطيب منهما ( عذبة الماء ) أي ماؤها طيب لا ملوحة فيه ( وأنها ) بالفتح ويكسر أي الجنة ( قيعان ) بكسر القاف جمع قاع وهي الأرض المستوية الخالية من الشجر ( وأن ) بالوجهين ( غراسها ) بكسر الغين المعجمة جمع غرس بالفتح وهو ما يغرس أي يستره تراب الأرض من نحو البذر لينبت بعد ذلك . وإذا كانت تلك التربة طيبة وماؤها عذبا [ ص: 303 ] كان الغراس أطيب لا سيما والغرس الكلمات الطيبات وهن الباقيات الصالحات ، والمعنى أعلمهم بأن هذه الكلمات ونحوها سبب لدخول قائلها الجنة ولكثرة أشجار منزله فيها ؛ لأنه كلما كررها نبت له أشجار بعددها . وقال الطيبي : في هذا الحديث إشكال ؛ لأنه يدل على أن أرض الجنة خالية عن الأشجار والقصور ويدل قوله تعالى : جنات تجري من تحتها الأنهار على أنها غير خالية عنها ؛ لأنها إنما سميت جنة لأشجارها المتكاثفة المظلة بالتفاف أغصانها ، والجواب أنها كانت قيعانا ثم إن الله تعالى أوجد بفضله فيها أشجارا وقصورا بحسب أعمال العاملين لكل عامل ما يختص به بسبب عمله ، ثم إنه تعالى لما يسره لما خلق له من العمل لينال بذلك الثواب جعله كالغارس لتلك الأشجار مجازا إطلاقا للسبب على المسبب انتهى قال القاري : وأجيب أيضا بأنه لا دلالة في الحديث على الخلو الكلي من الأشجار والقصور ؛ لأن معنى كونها قيعانا أن أكثرها مغروس وما عداه منها أمكنة واسعة بلا غرس لينغرس بتلك الكلمات ويتميز غرسها الأصلي الذي بلا سبب وغرسها المسبب عن تلك الكلمات انتهى . قوله : ( وفي الباب عن أبي أيوب ) أخرجه أحمد بإسناد حسن وابن أبي الدنيا وابن حبان في صحيحه كذا في الترغيب قوله : ( هذا حديث حسن غريب ) قال المنذري في الترغيب بعد ذكر هذا الحديث : رواه الترمذي والطبراني في الصغير والأوسط وزاد : ولا حول ولا قوة إلا بالله روياه عن عبد الواحد بن زياد عن عبد الرحمن بن إسحاق عن القاسم عن أبيه عن ابن مسعود . وقال الترمذي : حديث حسن غريب من هذا الوجه من حديث ابن مسعود . قال المنذري : أبو القاسم هو عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود وعبد الرحمن هذا لم يسمع من أبيه وعبد الرحمن بن إسحاق هو أبو شيبة الكوفي واه ، ورواه الطبراني أيضا بإسناد واه من حديث سلمان الفارسي ولفظه : قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إن في الجنة قيعانا فأكثروا من غرسها " . قالوا يا رسول الله وما غرسها قال : " سبحان الله ولا إله إلا الله والله أكبر " . انتهى كلام المنذري .

التالي السابق


الخدمات العلمية