قوله : ( أخبرنا سيار ) بن حاتم العنزي ( أخبرنا nindex.php?page=showalam&ids=16496عبد الواحد بن زياد ) العبدي البصري ( عن عبد الرحمن بن إسحاق ) أبي شيبة الواسطي الكوفي ( عن القاسم بن عبد الرحمن ) بن عبد الله بن مسعود قوله : ( لقيت إبراهيم ) أي الخليل عليه الصلاة والسلام ( ليلة أسري بي ) قال القاري بالإضافة وفي نسخة يعني من المشكاة بتنوين ليلة أي ليلة أسري فيها بي وهي ليلة المعراج ( فقال ) أي إبراهيم وهو في محله من السماء السابعة مسندا ظهره إلى البيت المعمور ( أقرئ ) أمر من الإقراء أو من قرأ يقرأ ( أمتك مني السلام ) أي بلغهم مني السلام ( طيبة التربة ) بضم الفوقية وسكون الراء هي التراب فإن ترابها المسك والزعفران ولا أطيب منهما ( عذبة الماء ) أي ماؤها طيب لا ملوحة فيه ( وأنها ) بالفتح ويكسر أي الجنة ( قيعان ) بكسر القاف جمع قاع وهي الأرض المستوية الخالية من الشجر ( وأن ) بالوجهين ( غراسها ) بكسر الغين المعجمة جمع غرس بالفتح وهو ما يغرس أي يستره تراب الأرض من نحو البذر لينبت بعد ذلك . وإذا كانت تلك التربة طيبة وماؤها عذبا [ ص: 303 ] كان الغراس أطيب لا سيما والغرس الكلمات الطيبات وهن الباقيات الصالحات ، والمعنى أعلمهم بأن هذه الكلمات ونحوها سبب لدخول قائلها الجنة ولكثرة أشجار منزله فيها ؛ لأنه كلما كررها نبت له أشجار بعددها . وقال الطيبي : في هذا الحديث إشكال ؛ لأنه يدل على أن أرض الجنة خالية عن الأشجار والقصور ويدل قوله تعالى : جنات تجري من تحتها الأنهار على أنها غير خالية عنها ؛ لأنها إنما سميت جنة لأشجارها المتكاثفة المظلة بالتفاف أغصانها ، والجواب أنها كانت قيعانا ثم إن الله تعالى أوجد بفضله فيها أشجارا وقصورا بحسب أعمال العاملين لكل عامل ما يختص به بسبب عمله ، ثم إنه تعالى لما يسره لما خلق له من العمل لينال بذلك الثواب جعله كالغارس لتلك الأشجار مجازا إطلاقا للسبب على المسبب انتهى قال القاري : وأجيب أيضا بأنه لا دلالة في الحديث على الخلو الكلي من الأشجار والقصور ؛ لأن معنى كونها قيعانا أن أكثرها مغروس وما عداه منها أمكنة واسعة بلا غرس لينغرس بتلك الكلمات ويتميز غرسها الأصلي الذي بلا سبب وغرسها المسبب عن تلك الكلمات انتهى . قوله : ( وفي الباب عن أبي أيوب ) أخرجه أحمد بإسناد حسن nindex.php?page=showalam&ids=12455وابن أبي الدنيا nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان في صحيحه كذا في الترغيب قوله : ( هذا حديث حسن غريب ) قال المنذري في الترغيب بعد ذكر هذا الحديث : رواه الترمذي nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني في الصغير والأوسط وزاد : ولا حول ولا قوة إلا بالله روياه عن عبد الواحد بن زياد عن عبد الرحمن بن إسحاق عن القاسم عن أبيه عن ابن مسعود . وقال الترمذي : حديث حسن غريب من هذا الوجه من حديث ابن مسعود . قال المنذري : أبو القاسم هو عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود وعبد الرحمن هذا لم يسمع من أبيه وعبد الرحمن بن إسحاق هو أبو شيبة الكوفي واه ، ورواه nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني أيضا بإسناد واه من حديث سلمان الفارسي ولفظه : قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : nindex.php?page=hadith&LINKID=878185 " إن في الجنة قيعانا فأكثروا من غرسها " . قالوا يا رسول الله وما غرسها قال : " سبحان الله ولا إله إلا الله والله أكبر " . انتهى كلام المنذري .