قوله : ( حدثنا يوسف بن عيسى ) المروزي ( أخبرنا nindex.php?page=showalam&ids=17011محمد بن فضيل ) بضم الفاء وفتح المعجمة وسكون التحتانية ابن غزوان الضبي مولاهم الكوفي ( عن nindex.php?page=showalam&ids=16654عمارة ) بضم العين المهملة وخفة الميم ( بن القعقاع ) بفتح قافين وبعينين مهملتين ( عن nindex.php?page=showalam&ids=12007أبي زرعة ) بن عمرو بن جرير قوله : ( كلمتان ) أي جملتان مفيدتان وفيه إطلاق الكلمة على الكلام وهو مثل كلمة الإخلاص وكلمة الشهادة وهو خبر و " خفيفتان " وما بعده صفة والمبتدأ " سبحان الله " إلى آخره ، والنكتة في تقديم الخبر تشويق السامع إلى المبتدأ وكلما طال الكلام في وصف الخبر حسن تقديمه لأن كثرة الأوصاف الجميلة تزيد السامع شوقا ( خفيفتان على اللسان ) أي يجريان عليه بالسهولة ( ثقيلتان في الميزان ) أي بالمثوبة . قال الحافظ وصفهما بالخفة والثقل لبيان قلة العمل وكثرة الثواب . وقال الطيبي الخفة مستعارة للسهولة شبه سهولة جريان هذا الكلام بما يخف على الحامل من بعض الحمولات فلا يشق عليه فذكر المشبه وأراد المشبه به . وأما الثقل فعلى حقيقته لأن الأعمال تتجسم عند الميزان [ ص: 306 ] انتهى . وقيل توزن صحائف الأعمال ويدل عليه حديث البطاقة والسجلات . وقال الحافظ : الصحيح أن الأعمال هي التي توزن ، وقد أخرج أبو داود nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي وصححه nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان عن nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء مرفوعا : nindex.php?page=hadith&LINKID=755710ما يوضع في الميزان يوم القيامة أثقل من خلق حسن . قال : وقد سئل بعض السلف عن سبب ثقل الحسنة وخفة السيئة فقال ؛ لأن الحسنة حضرت مرارتها وغابت حلاوتها فثقلت فلا يحملنك ثقلها على تركها ، والسيئة حضرت حلاوتها وغابت مرارتها ؛ فلذلك خفت فلا يحملنك خفتها على ارتكابها انتهى ( حبيبتان إلى الرحمن ) تثنية حبيبة وهي المحبوبة ؛ لأن فيهما المدح بالصفات السلبية التي يدل عليها التنزيه وبالصفات الثبوتية التي يدل عليها الحمد ، وقيل المراد أن قائلها محبوب الله تعالى ومحبة الله للعبد إرادة إيصال الخير له والتكريم ، وخص الرحمن من الأسماء الحسنى للتنبيه على سعة رحمة الله ؛ حيث يجازي على العمل القليل بالثواب الجزيل . فإن قيل فعيل بمعنى مفعول يستوي المذكر والمؤنث ولا سيما إذا كان موصوفه معه فلم عدل عن التذكير إلى التأنيث ؟ فالجواب أن ذلك جائز لا واجب وقيل أنث لمناسبة الثقيلتين والخفيفتين ( سبحان الله العظيم سبحان الله وبحمده ) هكذا وقع في هذا الكتاب بتقديم سبحان الله العظيم على سبحان الله وبحمده . وكذا وقع عند nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في الدعوات ووقع عنده في الأيمان والنذور والتوحيد بتقديم سبحان الله وبحمده على سبحان الله العظيم ، وكذلك وقع عند مسلم nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه . قال الحافظ : قيل الواو في قوله : وبحمده للحال والتقدير : أسبح الله متلبسا بحمدي له من أجل توفيقه . وقيل عاطفة والتقدير : أسبح الله وأتلبس بحمده ، ويحتمل أن تكون الباء متعلقة بمحذوف متقدم والتقدير وأثنى عليه بحمده فيكون سبحان الله جملة مستقلة وبحمده جملة أخرى انتهى .
قلت : الواو إذا كانت للحال فالظاهر أن التقدير نسبح الله ونحن متلبسون بحمده . قوله : ( هذا حديث حسن صحيح غريب ) وأخرجه أحمد والشيخان nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان كلهم من طريق nindex.php?page=showalam&ids=17011محمد بن فضيل بن غزوان عن عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة . قال الحافظ : وجه الغرابة فيه هو تفرد nindex.php?page=showalam&ids=17011محمد بن فضيل وشيخه وشيخ شيخه وصحابيه انتهى .