قوله : ( فقلت ابتغاء العلم ) أي جاء بي عندك طلب العلم ( فقال إن الملائكة لتضع [ ص: 363 ] أجنحتها لطالب العلم رضا بما يطلب ) تقدم شرحه في باب فضل الفقه على العبادة من أبواب العلم ( قلت إنه ) الضمير للشأن ( حك في صدري ) قال في النهاية : حك الشيء في نفسي إذا لم تكن منشرح الصدر به وكان في قلبك منه شيء من الشك والريب ( المسح على الخفين ) بالرفع على أنه فاعل حك ( وكنت ) بصيغة الخطاب ( هل سمعته ) أي النبي صلى الله عليه وسلم ( قال كان يأمرنا إذا كنا سفرا أو مسافرين إلى قوله : لكن غائط وبول ونوم ) تقدم شرحه في باب المسح على الخفين للمسافر والمقيم ( يذكر في الهوى شيئا ) بفتح الهاء والواو وهو الحب . قال في القاموس : هويه كرضيه هوى فهو هو أي أحبه ( بصوت له جهوري ) بفتح الجيم وسكون الهاء ثم واو مفتوحة ثم راء مكسورة ثم ياء مشددة أي عال ( هاؤم ) قال في النهاية : هاؤم بمعنى تعال وبمعنى خذ ، ويقال للجماعة كقوله تعالى : هاؤم اقرءوا كتابيه ، وإنما رفع صوته عليه الصلاة والسلام من طريق الشفقة عليه لئلا يحبط عمله من قوله تعالى : لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي فعذره لجهله ورفع النبي صلى الله عليه وسلم صوته حتى كان مثل صوته أو فوقه لفرط رأفته به انتهى اغضض من صوتك أي اخفضه ( وقد نهيت عن هذا ) أي عن رفع الصوت فوق صوت النبي صلى الله عليه وسلم ( فقال والله لا أغضض ) إنما قال هذا ؛ لأنه كان أعرابيا جلفا جافيا كما في الرواية الآتية ( ولما يلحق بهم ) جملة حالية أي والحال أنه لم يلحق بهم ووقع في حديث أنس عند مسلم : ولم يلحق بعملهم . وفي حديث أبي ذر ولا يستطيع أن يعمل بعملهم ، وفي بعض طرق حديث صفوان بن عسال عند أبي نعيم ولم يعمل بمثل عملهم وهو يفسر [ ص: 364 ] المراد ( المرء مع من أحب يوم القيامة ) قال النووي : ولا يلزم من كونه معهم أن تكون منزلته وجزاؤه مثلهم من كل وجه ( فما زال يحدثنا ) هذا قول زر بن حبيش ( من قبل المغرب ) بكسر القاف وفتح الموحدة أي من جانبه ( مسيرة عرضه أو يسير الراكب في عرضه ) كلمة " أو " للشك من الراوي وكذلك في قوله : أربعين أو سبعين عاما وفي الرواية الآتية : سبعين عاما من غير شك ( حتى تطلع الشمس منه ) أي من المغرب . قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) وأخرجه ابن ماجه nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان nindex.php?page=showalam&ids=14070والحاكم وقال : صحيح الإسناد .