قوله : ( من العقوبة ) بيان لـ " ما " ( ما طمع ) من باب سمع أي ما رجا ( أحد ) أي من المؤمنين فضلا عن الكافرين ولا بعد أن يكون أحد على إطلاقه من إفادة العموم إذ تصور ذلك وحده [ ص: 370 ] يوجب اليأس من رحمته ، وفيه بيان كثرة عقوبته لئلا يغتر مؤمن بطاعته أو اعتمادا على رحمته فيقع في الأمن ولا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون ( ما قنط ) من القنوط هو اليأس من باب نصر وضرب وسمع ( أحد ) أي من الكافرين . قال الطيبي : الحديث في بيان صفتي القهر والرحمة لله تعالى فكما أن صفات الله تعالى غير متناهية لا يبلغ كنه معرفتها أحد كذلك عقوبته ورحمته ، فلو فرض أن المؤمن وقف على كنه صفته القهارية لظهر منها ما يقنط من ذلك الخواطر فلا يطمع بجنته أحد . وهذا معنى وضع أحد موضع ضمير المؤمن ، ويجوز أن يراد بالمؤمن الجنس على سبيل الاستغراق . فالتقدير أحد منهم ويجوز أن يكون المعنى على وجه آخر وهو أن المؤمن قد اختص بأن يطمع بالجنة فإذا انتفى الطمع منه فقد انتفى عن الكل ، وورد الحديث في بيان كثرة رحمته وعقوبته كي لا يغتر مؤمن برحمته فيأمن من عذابه ولا ييأس كافر من رحمته ويترك بابه ، كذا في المرقاة . قوله : ( هذا حديث حسن ) وأخرجه الشيخان .