[ ص: 9 ] قوله : ( عن هشام بن عمرو الفزاري ) بفتح فاء وزاي خفيفة فألف فراء مقبول من الخامسة ( عن nindex.php?page=showalam&ids=16334عبد الرحمن بن الحارث بن هشام ) بن المغيرة المخزومي المدني له رؤية ، وكان من كبار ثقات التابعين . قوله : ( كان يقول في وتره ) وفي رواية أبي داود nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه في آخر وتره ، قال القاري أي : بعد السلام منه كما في رواية قال ميرك : وفي إحدى روايات nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي كان يقول إذا فرغ من صلاته وتبوأ مضجعه : nindex.php?page=hadith&LINKID=755761اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك قال الجزري في النهاية وفي رواية : بدأ بالمعافاة ثم بالرضاء ; إنما ابتدأ بالمعافاة من العقوبة لأنها من صفات الأفعال كالإماتة والإحياء ، والرضا والسخط من صفات الذات ، وصفات الأفعال أدنى رتبة من صفات الذات فبدأ بالأدنى مترقيا إلى الأعلى ثم لما ازداد يقينا ، وارتقاء ترك الصفات وقصر نظره على الذات فقال " أعوذ بك منك " ثم لما ازداد قربا استحيا معه من الاستعاذة على بساط القرب فالتجأ إلى الثناء فقال " لا أحصي ثناء عليك " ثم علم أن ذلك قصور فقال " أنت كما أثنيت على نفسك " ، وأما على الرواية الأولى فإنما قدم الاستعاذة بالرضا على السخط ؛ لأن المعافاة من العقوبة تحصل بحصول الرضا ، وإنما ذكرها ؛ لأن دلالة الأولى عليها دلالة تضمين فأراد أن يدل عليها دلالة مطابقة فكنى عنها أولا ثم صرح بها ثانيا ، ولأن الراضي قد يعاقب للمصلحة أو لاستيفاء حق الغير . انتهى " وأعوذ بك منك " أي : بذاتك من آثار صفاتك وفيه إيماء إلى قوله تعالى ويحذركم الله نفسه وإشارة إلى قوله تعالى ففروا إلى الله " لا أحصي ثناء عليك " أي : لا أطيقه ولا أبلغه حصرا وعددا " أنت كما أثنيت على نفسك " أي : ذاتك . قال ابن الملك : معنى الحديث الاستغفار من التقصير في بلوغ الواجب من حق ذاته والثناء عليه . انتهى ، وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي : " لا أحصي ثناء عليك ولو حرصت ; ولكن أنت كما أثنيت على نفسك " . قال ميرك قيل : يحتمل أن الكاف زائدة ، والمعنى : أنت الذي أثنيت على نفسك ، وقال بعض العلماء : ( ما ) في ( كما ) موصوفة أو موصولة ، والكاف بمعنى المثل أي : أنت الذات التي لها صفات الجلال والإكرام ، ولها العلم الشامل والقدرة الكاملة أنت تقدر على إحصاء ثنائك [ ص: 10 ] وهذا الثناء إما بالقول وإما بالفعل ، وهو إظهار فعله عن بث آلائه ونعمائه قوله : ( وهذا حديث حسن غريب ) وأخرجه أبو داود nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني في الأوسط nindex.php?page=showalam&ids=12508وابن أبي شيبة ( لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث حماد بن سلمة ) قال أبو داود في سننه : هشام أقدم شيخ لحماد ، وبلغني عن nindex.php?page=showalam&ids=17336يحيى بن معين أنه قال : لم يرو عنه غير حماد بن سلمة ، قال المنذري : وقال nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري قال أبو العباس قيل : nindex.php?page=showalam&ids=14273لأبي جعفر الدارمي : روى عن هذا الشيخ غير حماد ؟ فقال : لا أعلم ، وليس لحماد عنه إلا هذا الحديث ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل : هشام بن عمرو الفزاري من الثقات ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=11970أبو حاتم الرازي شيخ قديم ثقة ، وقد أخرج مسلم في صحيحه من حديث عائشة -رضي الله عنها- قالت : nindex.php?page=hadith&LINKID=755762فقدت النبي -صلى الله عليه وسلم- ليلة من الفراش فالتمسته فوقعت يدي على بطن قدميه وهو في المسجد ، وهما منصوبتان ، وهو يقول : اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك . وقد أخرجه أبو عبد الرحمن في الصلاة ، nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه في الدعاء . انتهى .