[ ص: 38 ] قوله : ( عن أبي عبد الله الجسري ) بفتح الجيم وكسرها وسكون السين المهملة نسبة إلى جسر بطن من عنزة وقضاعة ، واسمه : حميري بكسر الحاء وبالراء بلفظ النسبة ابن بشير ثقة يرسل من الثالثة
قوله : ( أو أن أبا ذر ) كلمة أو للشك من الراوي " ما اصطفاه الله لملائكته " أي : الذي اختاره من الذكر للملائكة ، وأمرهم بالدوام عليه لغاية فضيلته " سبحان ربي " أي : أنزهه من كل سوء " وبحمده " الواو للحال أي : أسبح ربي متلبسا بحمده أو عاطفة أي : أسبح ربي وأتلبس بحمده يعني أنزهه عن جميع النقائص وأحمده بأنواع الكمالات ، قال الطيبي : لمح به إلى قوله تعالى ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك وفي رواية لمسلم أحب الكلام إلى الله سبحان الله وبحمده ، قال النووي : هذا محمول على كلام الآدمي ، وإلا فالقرآن أفضل ، وكذا قراءة القرآن أفضل من التسبيح والتهليل المطلق ، فأما المأثور في وقت أو حال ونحو ذلك فالاشتغال به أفضل . انتهى .
وفي الحديث : nindex.php?page=hadith&LINKID=720119أن أحب الكلام إلى الله : سبحان الله وبحمده . وهذا بظاهره يعارض حديث جابر الذي تقدم في باب أن دعوة المسلم مستجابة بلفظ : nindex.php?page=hadith&LINKID=755774أفضل الذكر لا إله إلا الله ، وقد جمع القرطبي بما حاصله أن هذه الأذكار إذا أطلق على بعضها أنه أفضل الكلام أو أحبه إلى الله فالمراد إذا انضمت إلى أخواتها بدليل حديث سمرة عند مسلم : nindex.php?page=hadith&LINKID=755775أحب الكلام إلى الله أربع لا يضرك بأيهن بدأت : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ، ويحتمل أن يكتفى في ذلك بالمعنى فيكون من اقتصر على بعضها كفى ؛ لأن حاصلها التعظيم والتنزيه ، ومن نزهه فقد عظمه ، ومن عظمه فقد نزهه . انتهى ، قال الحافظ : ويحتمل أن يجمع بأن تكون ( من ) مضمرة في قوله : أفضل الذكر لا إله إلا الله وفي قوله أحب الكلام إلى الله بناء على أن لفظ ( أفضل ) و ( أحب ) متساويان في المعنى لكن يظهر مع ذلك تفضيل لا إله إلا الله لأنها ذكرت بالتنصيص عليها بالأفضلية الصريحة . وذكرت مع أخواتها بالأحبية فحصل [ ص: 39 ] لها التفضيل تنصيصا وانضماما . انتهى . قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) وأخرجه أحمد ومسلم nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي .