قوله : ( فجعلوا مثلك ) بفتح الميم ، والمثلثة أي : صفتك ( مثل نخلة في كبوة من الأرض ) أي : كصفة نخلة نبتت في كناسة من الأرض ، والمعنى أنهم طعنوا في حسبك ، قال الجزري في النهاية : قال شمر : لم نسمع الكبوة ، ولكنا سمعنا الكبا ، والكبة وهي الكناسة والتراب الذي يكنس من البيت ، وقال غيره الكبة من الأسماء الناقصة أصلها كبوة مثل قلة وثبة أصلهما قلوة وثبوة ويقال للربوة كبوة بالضم ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : الكبا الكناسة وجمعه أكباء ، والكبة بوزن قلة وظبة ونحوها وأصلها كبوة وعلى الأصل جاء الحديث إلا أن المحدث لم يضبط الكلمة فجعلها كبوة بالفتح فإن صحت الرواية بها فوجهه أن تطلق الكبوة وهي المرة الواحدة من الكسح على الكساحة ، والكناسة . انتهى " إن الله خلق الخلق " أي : المخلوقات يعني ثم جعلهم فرقا " فجعلني من خير فرقهم " بكسر الفاء وفتح الراء أي : من أشرفها وهو الإنس " وخير الفريقين " أي : العرب ، والعجم " ثم خير القبائل فجعلني من خير القبيلة " يعني من قبيلة قريش ، وفي رواية أحمد : nindex.php?page=hadith&LINKID=800675إن الله خلق الخلق فجعلني في خير خلقه وجعلهم فرقتين فجعلني في خير فرقة وخلق القبائل فجعلني في خير قبيلة ، ونحو ذلك في الرواية الآتية " ثم خير البيوت " أي : البطون " فجعلني من خير بيوتهم " أي : من بطن بني هاشم " فأنا خيرهم نفسا " أي : روحا وذاتا إذ جعلني نبيا رسولا خاتما للرسل " وخيرهم بيتا " أي : أصلا إذ جئت من طيب إلى طيب إلى صلب عبد الله بنكاح لا سفاح .