قال الحافظ في الفتح : السهو الغفلة عن الشيء وذهاب القلب إلى غيره ، وفرق بعضهم بين السهو والنسيان وليس بشيء ، انتهى : وقال العيني : بينهما فرق دقيق وهو أن السهو : أن ينعدم له شعور والنسيان له فيه شعور .
قوله : ( عن عبد الله ابن بحينة ) هو عبد الله بن مالك ، وأما بحينة فهي أمه ، فاسم أبيه مالك واسم أمه بحينة ( الأسدي ) بسكون السين ، والأسد والأزد واحد . وبحينة بضم الباء الموحدة وفتح الحاء المهملة وبعدها ياء التصغير ونون وهي أمه ، وأبوه مالك بن القشب وليس له عند المصنف وأبي داود إلا هذا الحديث . كذا في قوت المغتذي .
قوله : ( قام في صلاة الظهر وعليه جلوس ) أي والحال أن عليه أن يجلس ، وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري قام من اثنتين من الظهر ( فلما أتم صلاته ) قد استدل به لمن زعم أن السلام ليس من الصلاة حتى لو أحدث بعد أن جلس وقبل أن يسلم تمت صلاته ، وهو قول بعض الصحابة والتابعين وبه قال أبو حنيفة ، وتعقب بأنه لما كان السلام لتحليل من الصلاة كان المصلي إذا انتهى إليه كمن فرغ من صلاته : ويدل على ذلك قوله في رواية ابن ماجه من طريق جماعة من الثقات عن يحيى بن سعيد عن nindex.php?page=showalam&ids=13724الأعرج : حتى إذا فرغ من الصلاة إلا أن يسلم ، فدل على أن بعض الرواة حذف الاستثناء لوضوحه ، والزيادة من الحافظ مقبولة كذا في فتح الباري ( سجد سجدتين يكبر في كل سجدة ) وفي رواية ابن ماجه nindex.php?page=hadith&LINKID=751055فكبر ، ثم سجد ، ثم كبر فرفع رأسه ، ثم كبر فسجد ، ثم كبر فرفع رأسه ، ثم سلم ( وهو جالس ) جملة حالية متعلقة بقوله سجد أي أنشأ السجود جالسا ( قبل أن يسلم ) استدل به على أن سجود السهو قبل السلام ولا حجة فيه في كون جميعه كذلك : نعم يرد على من زعم أن جميعه بعد [ ص: 337 ] السلام كالحنفية ، وسيأتي ذكر مستندهم ( وسجدهما الناس معه مكان ما نسي من الجلوس ) استدل به على أن السجود خاص بالسهو ، فلو تعمد ترك شيء مما يجبر بسجود السهو ، لا يسجد وهو قول الجمهور ، ورجحه nindex.php?page=showalam&ids=14847الغزالي وناس من الشافعية .
قوله : ( وفي الباب عن عبد الرحمن بن عوف ) أخرجه أحمد nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه وأخرجه الترمذي أيضا .