قال الحافظ : المشهور أن اسم أبي بكر عبد الله بن عثمان ، ويقال : كان اسمه قبل الإسلام عبد الكعبة ، وكان يسمى أيضا عتيقا واختلف هل هو اسم له أصلي ، أو قيل له ذلك لأنه ليس في نسبه ما يعاب به ، أو لقدمه في الخير وسبقه إلى الإسلام ، أو قيل له ذلك لحسنه ، أو لأن أمه كان لا يعيش لها ولد فلما ولد استقبلت به البيت فقالت : اللهم هذا عتيقك من الموت ، أو لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- بشره بأن الله أعتقه من النار ، وقد ورد في هذا الأخير حديث عن عائشة عند الترمذي ، وآخر عن عبد الله بن الزبير عند البزار وصححه nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان وزاد فيه وكان [ ص: 96 ] اسمه قبل ذلك عبد الله بن عثمان ، وعثمان اسم أبي قحافة لم يختلف في ذلك كما لم يختلف في كنية الصديق ، ولقب الصديق لسبقه إلى تصديق النبي -صلى الله عليه وسلم- ، وقيل : كان ابتداء تسميته بذلك صبيحة الإسراء ، وروى nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني من حديث : أنه كان يحلف أن الله أنزل اسم أبي بكر من السماء : الصديق ، رجاله ثقات ، وأما نسبه فهو عبد الله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب يجتمع مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في مرة بن كعب ; ومات بمرض السل على ما قاله الزبير بن بكار ; وعن الواقدي أنه اغتسل في يوم بارد فحم خمسة عشر يوما ، وقيل : بل سمته اليهود في حريرة أو غيرها ، وذلك على الصحيح لثمان بقين من جمادى الآخرة سنة ثلاث عشرة من الهجرة فكانت مدة خلافته سنتين وثلاثة أشهر وأياما وقيل غير ذلك ، ولم يختلفوا أنه استكمل سن النبي -صلى الله عليه وسلم- فمات وهو ابن ثلاث وستين ، والله أعلم .
قوله : ( عن أبي الأحوص ) اسمه عوف بن مالك بن نضلة الجشمي ( عن nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله ) هو ابن مسعود . قوله : " nindex.php?page=hadith&LINKID=800724أبرأ إلى كل خليل من خلته " قال في النهاية في الحديث " nindex.php?page=hadith&LINKID=800725إني أبرأ إلى كل ذي خلة من خلته " ، الخلة بالضم : الصداقة ، والمحبة التي تخللت القلب فصارت خلاله أي : في باطنه ، والخليل الصديق فعيل بمعنى مفاعل ، وقد يكون بمعنى مفعول وإنما قال ذلك ؛ لأن خلته كانت مقصورة على حب الله تعالى فليس فيها لغيره متسع ولا شركة من محاب الدنيا ، والآخرة ، وهذه حال شريفة لا ينالها أحد بكسب واجتهاد فإن الطباع غالبة ، وإنما يخص الله بها من يشاء من عباده مثل سيد المرسلين صلوات الله وسلامه عليه ، ومن جعل الخليل مشتقا من الخلة وهي الحاجة ، والفقر أراد : إني أبرأ من الاعتماد والافتقار إلى أحد غير الله تعالى ، وفي رواية " nindex.php?page=hadith&LINKID=800726أبرأ إلى كل خل من خلته " بفتح الخاء وبكسرها وهما بمعنى الخلة ، والخليل . انتهى ، وفي رواية مسلم : " nindex.php?page=hadith&LINKID=800727ألا إني أبرأ إلى كل خل من خله " ، قال النووي هما بكسر الخاء ، فأما الأول فكسره متفق عليه وهو الخل بمعنى الخليل ، وأما قوله من خله فبكسر الخاء عند جميع الرواة في جميع النسخ ، وكذا نقله القاضي عن جميعهم قال : والصواب الأوجه فتحها ، قال ، والخلة ، والخل ، والخلال ، والمخاللة ، والخلالة ، والخلوة : الإخاء والصداقة أي : برئت إليه من صداقته المقتضية المخاللة ، هذا كلام القاضي ، والكسر صحيح كما جاءت به الروايات أي : أبرأ إليه من مخالتي إياه " ولو كنت متخذا خليلا " ، وفي رواية لمسلم : لو كنت متخذا من أمتي أحدا خليلا ، وفي حديث أبي سعيد عند nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : " nindex.php?page=hadith&LINKID=800728ولو كنت متخذا خليلا غير ربي " لاتخذت ابن أبي قحافة خليلا " أي : أبا بكر ؛ لأنه أهل لذلك لولا المانع فإن خلة الرحمن تعالى لا تسع مخالة شيء غيره أصلا " وإن [ ص: 97 ] صاحبكم لخليل الله " ، وفي رواية لمسلم : " وقد اتخذ الله صاحبكم خليلا " ، قال الطيبي في قوله : اتخذ الله مبالغة من وجهين : أحدهما أنه أخرج الكلام على التجريد حيث قال صاحبكم ولم يقل اتخذني ، وثانيهما اتخذ الله صاحبكم بالنصب عكس ما لمح إليه حديث أبي سعيد من قوله في غير ربي قبل الحديثان على حصول المخاللة من الطرفين . انتهى ، قال القاضي : وجاء في أحاديث أنه -صلى الله عليه وسلم- قال : " nindex.php?page=hadith&LINKID=800729ألا وأنا حبيب الله " واختلف المتكلمون : هل المحبة أرفع من الخلة أم الخلة أرفع أم هما سواء ؟ فقالت طائفة : هما بمعنى ، فلا يكون الحبيب إلا خليلا ، ولا يكون الخليل إلا حبيبا ، وقيل : الحبيب أرفع ؛ لأنها صفة نبينا -صلى الله عليه وسلم- ، وقيل : الخليل أرفع ، وقد ثبتت الخلة ؛ خلة نبينا -صلى الله عليه وسلم- لله تعالى بهذا الحديث ، ونفى أن يكون له خليل غيره وأثبت محبته nindex.php?page=showalam&ids=10640لخديجة nindex.php?page=showalam&ids=25وعائشة وأبيها وأسامة وأبيه وفاطمة وابنيها وغيرهم ، ومحبة الله تعالى لعبده تمكينه من طاعته وعصمته وتوفيقه وتيسير ألطافه وهدايته وإفاضة رحمته عليه ، هذه مباديها ، وأما غايتها فكشف الحجب عن قلبه حتى يراه ببصيرته فيكون كما قال في الحديث الصحيح : " nindex.php?page=hadith&LINKID=800730فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره " إلى آخره ، هذا كلام القاضي ، وأما قول nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة وغيره من الصحابة -رضي الله عنهم- : سمعت خليلي -صلى الله عليه وسلم- فلا يخالف هذا ؛ لأن الصحابي يحسن في حقه الانقطاع إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- كذا في شرح مسلم للنووي . قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) وأخرجه مسلم nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه .
قوله ( وفي الباب عن أبي سعيد nindex.php?page=showalam&ids=3وأبي هريرة nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس وابن الزبير ) أما حديث أبي سعيد وحديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة فأخرجهما الترمذي في ما بعد ، وأما حديث ابن عباس فأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ، وأما حديث ابن الزبير فأخرجه أحمد ، nindex.php?page=showalam&ids=12070والبخاري .