[ ص: 144 ] ( مناقب علي بن أبي طالب ) بن عبد المطلب القرشي الهاشمي ، وهو ابن عم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- شقيق أبيه ، واسمه : عبد مناف على الصحيح ، ولد قبل البعثة بعشر سنين على الراجح ، وكان قد رباه النبي -صلى الله عليه وسلم- من صغره لقصة مذكورة في السيرة النبوية ، فلازمه من صغره ، فلم يفارقه إلى أن مات ، وأمه nindex.php?page=showalam&ids=11108فاطمة بنت أسد بن هاشم وكانت ابنة عمة أبيه ، وهي أول هاشمية ولدت لهاشمي ، وقد أسلمت وصحبت وماتت في حياة النبي -صلى الله عليه وسلم- ، قال أحمد nindex.php?page=showalam&ids=12425وإسماعيل القاضي nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي nindex.php?page=showalam&ids=12099وأبو علي النيسابوري : لم يرد في حق أحد من الصحابة بالأسانيد الجياد أكثر ما جاء في علي ، وروى يعقوب بن سفيان بإسناد صحيح عن عروة قال : أسلم علي وهو ابن ثمان سنين ، وقال ابن إسحاق عشر سنين ، وهذا أرجحهما ، وقيل غير ذلك ( يقال : وله كنيتان أبو تراب وأبو الحسن ) ، وفي بعض النسخ ، وله كنيتان يقال : له أبو تراب وأبو الحسن وهو الظاهر ، وفي حديث سهل بن سعد عند nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : nindex.php?page=hadith&LINKID=800778دخل علي على فاطمة ثم خرج فاضطجع في المسجد فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- : " أين ابن عمك " ؟ قالت : في المسجد فخرج إليه فوجد رداءه قد سقط عن ظهره وخلص التراب إلى ظهره فجعل يمسح عن ظهره فيقول : " اجلس يا أبا تراب " مرتين .
فإن قلت : لم يتفرد بزيادة قوله بعدي جعفر بن سليمان بل تابعه عليها أجلح الكندي فروى الإمام أحمد في مسنده هذا الحديث من طريق أجلح الكندي عن عبد الله بن بريدة عن أبيه بريدة قال : بعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعثين إلى اليمن ، على أحدهما nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب وعلى الآخر خالد بن الوليد الحديث ، وفي آخره : " nindex.php?page=hadith&LINKID=800787لا تقع في علي فإنه مني وأنا منه وهو وليكم بعدي وإنه مني وأنا منه وهو وليكم بعدي " . قلت : أجلح الكندي هذا أيضا شيعي قال في التقريب : أجلح بن عبد الله بن حجية يكنى أبا حجية الكندي ، يقال : اسمه يحيى صدوق شيعي . انتهى ، وكذا في الميزان وغيره ، [ ص: 147 ] والظاهر أن زيادة بعدي في هذا الحديث من وهم هذين الشيعيين ، ويؤيده أن الإمام أحمد روى في مسنده هذا الحديث من عدة طرق ليست في واحدة منها هذه الزيادة .
فمنها ما رواه من طريق nindex.php?page=showalam&ids=12180الفضل بن دكين حدثنا ابن أبي عيينة عن الحسن عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن بريدة قال : غزوت مع علي اليمن فرأيت منه جفوة . الحديث ، وفي آخره فقال : " nindex.php?page=hadith&LINKID=800788يا بريدة ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم " ؟ قلت بلى يا رسول الله قال " من كنت مولاه فعلي مولاه " ، ومنها ما رواه من طريق أبي معاوية حدثنا الأعمش عن سعيد بن عبيدة عن ابن بريدة عن أبيه قال بعثنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في سرية الحديث ، وفي آخره : " nindex.php?page=hadith&LINKID=800789من كنت وليه فعلي وليه " ، ومنها ما رواه من طريق nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع حدثنا الأعمش عن سعد بن عبيدة عن ابن بريدة عن أبيه أنه مر على مجلس وهم يتناولون من علي . الحديث ، وفي آخره : nindex.php?page=hadith&LINKID=800789من كنت وليه فعلي وليه . فظهر بهذا كله أن زيادة لفظ بعدي في هذا الحديث ليست بمحفوظة بل هي مردودة ، فاستدلال الشيعة بها على أن عليا -رضي الله عنه- كان خليفة بعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من غير فصل باطل جدا . هذا ما عندي ، والله تعالى أعلم ، وقال الحافظ ابن تيمية في منهاج السنة ، وكذلك قوله : " هو ولي كل مؤمن بعدي " كذب على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بل هو في حياته وبعد مماته ولي كل مؤمن وكل مؤمن وليه في المحيا ، والممات ، فالولاية التي هي ضد العداوة لا تختص بزمان ، وأما الولاية التي هي الإمارة فيقال فيها والي كل مؤمن بعدي كما يقال في صلاة الجنازة إذا اجتمع الولي والوالي قدم الوالي في قول الأكثر وقيل : يقدم الولي وقول القائل : علي ولي كل مؤمن بعدي كلام يمتنع نسبته إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فإنه إن أراد الموالاة لم يحتج أن يقول بعدي وإن أراد الإمارة كان ينبغي أن يقول وال على كل مؤمن . انتهى . فإن قلت : لم يتفرد جعفر بن سليمان بقوله : " هو ولي كل مؤمن بعدي " بل وقع هذا اللفظ في حديث بريدة عند أحمد في مسنده ففي آخره لا تقع في علي " nindex.php?page=hadith&LINKID=800790فإنه مني وأنا منه وهو وليكم بعدي وإنه مني وأنا منه وهو وليكم بعدي " . قلت : تفرد بهذا اللفظ في حديث بريدة أجلح الكندي وهو أيضا شيعي . قوله : ( هذا حديث غريب ) وأخرجه أحمد .