[ ص: 383 ] قوله : ( عن nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن ) هو الحسن البصري ( عن حريث بن قبيصة ) قال في التقريب : قبيصة بن حريث ويقال حريث بن قبيصة ، والأول أشهر الأنصاري البصري صدوق من الثالثة .
قوله : " إن أول ما يحاسب به العبد " بالرفع على نيابة الفاعل " يوم القيامة من عمله صلاته " أي المفروضة . قال العراقي في شرح الترمذي : لا تعارض بينه وبين الحديث الصحيح : nindex.php?page=hadith&LINKID=751104إن أول ما يقضى بين الناس يوم القيامة في الدماء . فحديث الباب محمول على حق الله تعالى ، وحديث الصحيح محمول على حقوق الآدميين فيما بينهم . فإن قيل : فأيهما يقدم محاسبة العباد على حق الله أو محاسبتهم على حقوقهم ، فالجواب أن هذا أمر توقيفي ، وظواهر الأحاديث دالة على أن الذي يقع أولا المحاسبة على حقوق الله تعالى قبل حقوق العباد ، انتهى . وقيل الأول من ترك العبادات والثاني من فعل السيئات " فإن صلحت " بضم اللام وفتحها ، قال ابن الملك : صلاحها بأدائها صحيحة " فقد أفلح وأنجح " الفلاح الفوز والظفر ، والإنجاح بتقديم الجيم على الحاء يقال أنجح فلان إذا أصاب مطلوبه . قال القاري في المرقاة : فقد أفلح أي فاز بمقصوده ، وأنجح أي ظفر بمطلوبه فيكون فيه تأكيد ، وفاز بمعنى خلص من العقاب ، وأنجح أي حصل له الثواب " وإن فسدت " بأن لم تؤد أو أديت غير صحيحة أو غير مقبولة " فقد خاب " بحرمان المثوبة " وخسر " بوقوع العقوبة ، وقيل معنى خاب ندم وخسر أي صار محروما من الفوز والخلاص قبل العذاب " فإن انتقص " بمعنى نقص المتعدي " شيئا " أي من الفرائض " هل لعبدي من تطوع " أي في صحيفته سنة أو نافلة من صلاة على ما هو ظاهر من السياق قبل الفرض أو بعده أو مطلقا " فيكمل " بالتشديد [ ص: 384 ] ويخفف على بناء الفاعل أو المفعول وهو الأظهر وبالنصب ويرفع قاله القاري " بها " قال ابن الملك : أي بالتطوع وتأنيث الضمير باعتبار النافلة . وقال الطيبي : الظاهر نصب فيكمل على أنه من كلام الله تعالى جوابا للاستفهام ، ويؤيده رواية أحمد فكملوا بها فريضته ، وإنما أنث ضمير التطوع في بها نظرا إلى الصلاة " ما انتقص من الفريضة " فهو متعد قال العراقي في شرح الترمذي : يحتمل أن يراد به ما انتقصه من السنن والهيئات المشروعة فيها من الخشوع والأذكار والأدعية ، وأنه يحصل له ثواب ذلك في الفريضة وإن لم يفعله فيها ، وإنما فعله في التطوع ، ويحتمل أن يراد به ما انتقص أيضا من فروضها وشروطها ، ويحتمل أن يراد ما ترك من الفرائض رأسا فلم يصله فيعوض عنه من التطوع . والله سبحانه وتعالى يقبل من التطوعات الصحيحة عوضا عن الصلوات المفروضة ، انتهى . وقال nindex.php?page=showalam&ids=12815ابن العربي : يحتمل أن يكون يكمل له ما نقص من فرض الصلاة وأعدادها بفضل التطوع ، ويحتمل ما نقصه من الخشوع والأول عندي أظهر لقوله ، ثم الزكاة كذلك وسائر الأعمال ، وليس في الزكاة إلا فرض أو فضل فكما يكمل فرض الزكاة بفضلها كذلك الصلاة وفضل الله أوسع ووعده أنفذ وعزمه أعم ، انتهى " ، ثم يكون سائر عمله على ذلك " أي إن انتقص فريضة من سائر الأعمال تكمل من التطوع .
قوله : ( وفي الباب عن nindex.php?page=showalam&ids=155تميم الداري ) أخرجه أحمد وأبو داود nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه بلفظ : nindex.php?page=hadith&LINKID=751105أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة صلاته فإن كان أتمها كتبت له تامة ، وإن لم يكن أتمها قال الله تعالى لملائكته : انظروا هل تجدون لعبدي من تطوع ; فيكمل بها فريضته ، ثم الزكاة كذلك ، ثم تؤخذ الأعمال على حسب ذلك .
قوله ( حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة حديث حسن غريب إلخ ) وأخرجه أبو داود ورواه أحمد عن رجل كذا في المشكاة قال ميرك : ورواه الترمذي بهذا اللفظ nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه . قال ابن حجر : ورواه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي وآخرون ، ورواه أبو داود أيضا من رواية nindex.php?page=showalam&ids=155تميم الداري معناه بإسناد صحيح : وأما خبر لا تقبل نافلة المصلي حتى يؤدي الفريضة فضعيف كذا في المرقاة .
قوله : ( وقد روى بعض أصحاب الحسن عن الحسن عن قبيصة بن حريث غير هذا [ ص: 385 ] الحديث والمشهور هو قبيصة بن حريث ) قال الحافظ في تهذيب التهذيب : قبيصة بن حريث ، ويقال حريث بن قبيصة الأنصاري البصري روى عن سلمة بن المحبق وعنه nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن البصري . قال nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : في حديثه نظر . وقال الترمذي : في حديث حريث بن قبيصة عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة رواه بعض أصحاب الحسن عنه عن قبيصة بن حريث والمشهور هو قبيصة بن حريث ، وذكره nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان في الثقات ، وقال مات في طاعون الجارف سنة 167 سبع وستين ومائة . قال الحافظ : وجهله ابن القطان ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي : لا يصح حديثه ، وذكر أبو العرب التميمي أن nindex.php?page=showalam&ids=14765أبا الحسن العجلي قال : قبيصة بن حريث تابعي ثقة ، وأفرط nindex.php?page=showalam&ids=13064ابن حزم فقال : ضعيف مطروح ، انتهى .
قوله : ( وروي عن أنس بن حكيم ) الضبي البصري ، مستور من الثالثة ( عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو هذا ) رواه أبو داود ، عن الحسن عن أنس بن حكيم الضبي قال : خاف من زياد أو ابن زياد فأتى المدينة فلقي nindex.php?page=showalam&ids=3أبا هريرة قال : فنسبني فانتسبت له ، فقال : يا فتى ألا أحدثك حديثا قال : قلت : بلى رحمك الله ، قال : إن أول ما يحاسب الناس الحديث .