[ ص: 264 ] قوله : ( ما حسدت أحدا ما حسدت خديجة ) " ما " الأولى نافية والثانية مصدرية أي : ما حسدت مثل حسدي خديجة ، والمراد من الحسد هنا الغيرة ( وما تزوجني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلا بعدما ماتت ) أشارت عائشة بذلك إلى أن : خديجة لو كانت حية في زمانها لكانت غيرتها منها أشد وأكثر ( وذلك أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بشرها إلخ ) كان لغيرة عائشة على خديجة أمران :
الأول : كثرة ذكر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لها كما في الحديث السابق .
والثاني هذه البشارة ؛ لأن اختصاص خديجة بهذه البشرى مشعر بمزيد محبة من النبي -صلى الله عليه وسلم- فيها ( ببيت من قصب ) بفتح القاف ، والمهملة بعدها موحدة ، قال في النهاية : القصب في هذا الحديث لؤلؤ مجوف واسع كالقصر المنيف ، والقصب من الجوهر : ما استطال منه في تجويف ( لا صخب فيه ولا نصب ) الصخب بفتح الصاد المهملة ، والخاء المعجمة بعدها موحدة الصياح ، والمنازعة برفع الصوت ، والنصب بفتح النون والصاد المهملة بعدها موحدة التعب . قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) وأخرجه الشيخان .