قوله : " nindex.php?page=hadith&LINKID=755794لا يحبهم إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا منافق " قال ابن التين : المراد حب جميعهم وبغض جميعهم ؛ لأن ذلك إنما يكون للدين ومن أبغض بعضهم لمعنى يسوغ البغض له فليس داخلا في ذلك وهو تقرير حسن ، وخصوا بهذه المنقبة العظمى لما فازوا به دون غيرهم من القبائل من إيواء النبي -صلى الله عليه وسلم- ومن معه ، والقيامة بأمرهم ومواساتهم بأنفسهم وأموالهم وإيثارهم إياهم في كثير من الأمور على أنفسهم فكان صنيعهم لذلك موجبا لمعاداتهم جميع الفرق الموجودين ، من عرب وعجم ، والعداوة تجر البغض ، ثم كان ما اختصوا به مما ذكر موجبا للحسد ، والحسد يجر البغض ، فلهذا جاء التحذير من بغضهم والترغيب في حبهم حتى جعل ذلك آية الإيمان والنفاق تنويها بعظيم فضلهم وتنبيها على كريم فعلهم ، وإن كان من شاركهم في معنى ذلك مشاركا لهم في الفضل المذكور كل بقسطه ، وقد ثبت في صحيح مسلم عن علي : أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال له : nindex.php?page=hadith&LINKID=755795لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق ، وهذا جار باطراد في أعيان الصحابة لتحقق مشترك الإكرام لما لهم من حسن العناء في الدين ، قال صاحب المفهم ، وأما الحروب الواقعة بينهم فإن وقع من بعضهم بغض لبعض فذاك من غير هذه الجهة بل للأمر الطارئ الذي اقتضى المخالفة ، ولذلك لم يحكم بعضهم على بعض بالنفاق ، وإنما كان حالهم في ذلك حال المجتهدين في الأحكام ; للمصيب أجران وللمخطئ أجر واحد . كذا في الفتح
[ ص: 275 ] قوله : ( هذا حديث صحيح ) وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في المناقب ومسلم في الإيمان nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي في المناقب nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه في السنة .