أرى الخير في الدنيا يقل كثيره وينقص نقصا والحديث يزيد فلو كان خيرا كان الخير كله
ولكن شيطان الحديث مريد في الرجال مقالة ولابن معين
سيسأل عنها والمليك شهيد وإن يك حقا فهي في الحكم غيبة
وإن يك زورا فالقصاص شديد
وإني إلى إبطال قولك قاصد ولي من شهادات النصوص جنود
إذا لم يكن خيرا كلام نبينا لديك فإن الخير منك بعيد [ ص: 329 ]
وأقبح شيء أن جعلت لما أتى عن الله شيطانا وذاك شديد
وما هو إلا واحد من جماعة وكلهم فيما حكاه شهود
فإن صد عن حكم الشهادة حامل فإن كتاب الله فيه عنيد
ولولا رواة الدين ضاعت وأصبحت معالمه في الآخرين تبيد
هم حفظوا الآثار من كل شبهة وغيرهم عما اقتنوه رقود
وهم هاجروا في جمعها وتبادروا إلى كل أفق والمرام كئود
وقاموا بتعديل الرواة وجرحهم قيام صحيح النقل وهو حديد
بتبليغهم صحت شرائع ديننا حدود تحروا حفظها وعهود
وصح لأهل النقل منها احتجاجهم فلم يبق إلا عابد وحقود
وحسبهم أن الصحابة بلغوا وعنهم رووا ، لا يستطاع جحود
فمن حاد عن هذا اليقين فحاقد مريد لإظهار الشكوك مريد
ولكن إذا جاء الهدى ودليله فليس لموجود الضلال وجود
وإن رام أعداء الديانة كيدها فكيدهم بالمخزيات مكيد
في الذي قال أسوة ورأي مصيب للصواب سديد ولابن معين
وأجرمه يعلي الإله محله ومنزله في الخلد حيث يريد
يناضل عن قول النبي وصحبه ويطرد عن أحواضه ويذود
وجملة أهل العلم قالوا بقوله وما هو في شيء أتاه فريد
ولو لم يقم أهل الحديث بديننا فمن كان يروى علمه ويفيد
هم ورثوا علم النبوة واحتووا من الفضل ما عند الأنام رقود
وهم كمصابيح الدجى يهتدى بهم ونار بهم بعد الممات خمود
[ ص: 330 ] عليك ابن عتاب لزوم سبيلهم فحالهم عند الله حميد
أيا في العلم زيد عماده رويدا بما يبدي به ويعيد
جعلت شياطين الحديث مريدة ألا إن شيطان الضلال مريد
وقرعت بالتكذيب من كان صادقا فقولك مردود وأنت عنيد
وذو العلم في الدنيا نجوم هداية إذا غاب نجم لاح بعد جديد
بهم عز دين الله طرا وهم له معاقل من أعدائه وجنود