صفحة جزء
قال يحيى سألت مالك بن أنس عن محمد بن عمرو فقال فيه نحو ما قلت قال علي قال يحيى ومحمد بن عمرو أعلى من سهيل بن أبي صالح وهو عندي فوق عبد الرحمن بن حرملة قال علي فقلت ليحيى ما رأيت من عبد الرحمن بن حرملة قال لو شئت أن ألقنه لفعلت قلت كان يلقن قال نعم قال علي ولم يرو يحيى عن شريك ولا عن أبي بكر بن عياش ولا عن الربيع بن صبيح ولا عن المبارك بن فضالة قال أبو عيسى وإن كان يحيى بن سعيد القطان قد ترك الرواية عن هؤلاء فلم يترك الرواية عنهم أنه اتهمهم بالكذب ولكنه تركهم لحال حفظهم ذكر عن يحيى بن سعيد أنه كان إذا رأى الرجل يحدث عن حفظه مرة هكذا ومرة هكذا لا يثبت على رواية واحدة تركه وقد حدث عن هؤلاء الذين تركهم يحيى بن سعيد القطان عبد الله بن المبارك ووكيع بن الجراح وعبد الرحمن بن مهدي وغيرهم من الأئمة قال أبو عيسى وهكذا تكلم بعض أهل الحديث في سهيل بن أبي صالح ومحمد بن إسحق وحماد بن سلمة ومحمد بن عجلان وأشباه هؤلاء من الأئمة إنما تكلموا فيهم من قبل حفظهم في بعض ما رووا وقد حدث عنهم الأئمة
( فقال فيه ) أي قال مالك بن أنس في شأن محمد بن عمرو ( نحو ما قلت ) بصيغة المتكلم أي مثل ما قلت في شأنه ( وهو عندي فوق عبد الرحمن بن حرملة ) وفي تهذيب التهذيب قال يحيى بن سعيد : محمد بن عمرو أحب إلي من ابن حرملة ( ما رأيت من عبد الرحمن بن حرملة ) أي أي شيء وجدت في عبد الرحمن بن حرملة حيث قلت وهو عندي فوق عبد الرحمن بن حرملة ( قال لو شئت أن ألقنه لفعلت ) أي للقنته . قال الحافظ في تهذيب التهذيب قال يحيى بن سعيد عنه ( أي عن عبد الرحمن بن حرملة ) كنت سيئ الحفظ فرخص لي سعيد في الكتابة قال يحيى بن سعيد : محمد بن عمرو أحب إلي من ابن حرملة وكان ابن حرملة يلقن . وقال ابن خلاد الباهلي سألت القطان عنه فضعفه ولم يدفعه وقال إسحاق عن ابن معين صالح وقال أبو حاتم يكتب حديثه ولا يحتج به ، وقال النسائي ليس به بأس ، وذكره ابن حبان في الثقات وقال يخطئ انتهى ( قال ) أي علي ( كان يلقن ) بصيغة المجهول أي هل كان [ ص: 340 ] عبد الرحمن بن حرملة يلقن ( قال ) أي يحيى ( ولم يرو يحيى عن شريك ولا عن أبي بكر بن عياش ولا عن الربيع بن صبيح ولا عن المبارك بن فضالة ) شريك هذا هو ابن عبد الله القاضي الكوفي قال الحافظ في التقريب : صدوق يخطئ كثيرا تغير حفظه منذ ولي القضاء بالكوفة . وقال في تهذيب التهذيب : قال ابن معين ولم يكن شريك عند يحيى يعني القطان بشيء وهو ثقة ثقة . وقال عمرو بن علي كان يحيى لا يحدث عنه وكان عبد الرحمن يحدث عنه انتهى . وقال في تهذيب التهذيب في ترجمة أبي بكر بن عياش كان يحيى القطان وعلي بن المديني يسيئان الرأي فيه وذلك أنه لما كبر ساء حفظه فكان يهم إذا روى والخطأ والوهم شيئان لا ينفك عنهما البشر فمن كان لا يكثر ذلك منه فلا يستحق ترك حديثه بعد تقدم عدالته ، وقال علي بن المديني عن يحيى بن سعيد لو كان أبو بكر بن عياش حاضرا ما سألته عن شيء وكان يحيى بن سعيد إذا ذكر عنده كلح وجهه انتهى . وقال في التقريب ثقة عابد إلا أنه لما كبر ساء حفظه وكتابه صحيح . وقال في تهذيب التهذيب في ترجمة الربيع بن صبيح : قال ابن عمار كان يحيى بن سعيد لا يرضاه . قال ابن المديني : قلت ليحيى بن سعيد ما أراك حدثت عن الربيع بن صبيح بشيء . قال لا ومبارك بن فضالة أحب إلي منه انتهى .

وقال في التقريب : صدوق سيئ الحفظ وكان عابدا مجاهدا وقال في تهذيب التهذيب في ترجمة مبارك بن فضالة : قال عمرو بن علي وكان يحيى بن سعيد وعبد الرحمن لا يحدثان عنه .

وقال حنبل بن إسحاق وغيره عن ابن المديني سمعت يحيى بن سعيد يقول كنا كتبنا عن [ ص: 341 ] مبارك في ذلك الزمان قال يحيى . ولم أقبل منه شيئا إلا شيئا يقول فيه حدثنا وقال نعيم بن حماد عن ابن مهدي نحوه انتهى وقال في التقريب : صدوق يدلس ويسوي

التالي السابق


الخدمات العلمية