قوله : ( ومع عثمان ست سنين من خلافته أو ثمان سنين فصلى ركعتين ) ، وفي حديث ابن عمر عند مسلم : ثم إن عثمان صلى بعد أربعا ، وعند nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ثم أتمها . قال الحافظ في الفتح : والمنقول أن سبب إتمام عثمان أنه كان يرى القصر مختصا بمن كان شاخصا سائرا . وأما من أقام في مكان في أثناء سفره فله حكم المقيم فيتم ، والحجة فيه ما رواه أحمد بإسناد حسن عن nindex.php?page=showalam&ids=16288عباد بن عبد الله بن الزبير قال : لما قدم علينا معاوية حاجا صلى بنا الظهر ركعتين بمكة ثم انصرف إلى دار الندوة فدخل عليه مروان وعمرو بن عثمان فقالا : لقد عبت أمر ابن عمك ؛ لأنه كان قد أتم الصلاة . قال : وكان عثمان حيث أتم الصلاة إذا قدم مكة صلى بها الظهر والعصر والعشاء أربعا أربعا ، ثم إذا خرج إلى منى وعرفة قصر الصلاة ، فإذا فرغ من الحج وأقام بمنى أتم الصلاة .
وقال ابن بطال : الوجه الصحيح في ذلك أن عثمان nindex.php?page=showalam&ids=25وعائشة كانا يريان أن النبي -صلى الله عليه وسلم- إنما قصر لأنه أخذ بالأيسر من ذلك على أمته فأخذا لأنفسهما بالشدة ، انتهى .
وهذا رجحه جماعة من آخرهم القرطبي ، لكن الوجه الذي قبله أولى لتصريح الراوي بالسبب انتهى كلام الحافظ . وذكر سببا آخر فقال : روى nindex.php?page=showalam&ids=14695الطحاوي وغيره عن الزهري قال : إنما صلى عثمان بمنى أربعا ؛ لأن الأعراب كانوا أكثروا في ذلك العام فأحب أن يعلمهم أن الصلاة أربع ، وروى nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي من طريق عبد الرحمن بن حميد بن عوف عن أبيه عن عثمان أنه أتم بمنى ثم خطب فقال : إن القصر سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وصاحبيه ولكنه حدث طغام -يعني بفتح الطاء والمعجمة- فخفت أن يستنوا . وعن nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج أن أعرابيا ناداه في منى : يا أمير المؤمنين ما زلت أصليها منذ رأيتك عام أول ركعتين ، وهذه طرق يقوي بعضها بعضا ولا مانع أن يكون هذا أصل سبب الإتمام ، وليس بمعارض للوجه الذي اخترته ، بل يقويه من حيث إن حالة الإقامة في أثناء السفر أقرب إلى قياس الإقامة المطلقة عليها بخلاف السائر ، وهذا ما أدى إليه اجتهاد عثمان ، انتهى .
واعلم أنه قد ذكر لإتمام عثمان الصلاة في منى أسباب أخرى ولم أتعرض لذكرها فإنها لا [ ص: 88 ] دليل عليها ، بل هي ظنون ممن قالها .
قوله : ( هذا حديث صحيح ) في إسناده nindex.php?page=showalam&ids=16621علي بن زيد بن جدعان ، قال الحافظ في التقريب : ضعيف ، وقال في التلخيص : حسنه الترمذي ، وعلي ضعيف ، انتهى .
قلت : nindex.php?page=showalam&ids=16621علي بن زيد بن جدعان عند الترمذي صدوق كما في الميزان وغيره فلأجل ذلك حسنه وصححه على أن لهذا الحديث شواهد ، وكم من حديث ضعيف قد حسنه الترمذي لشواهده .