813 ( فوالذي نفسي بيده إني لأراكم من خلفي كما أراكم من بين يدي ) قال المحققون : الصواب المختار : أنه محمول على ظاهره ، وأن هذا الإبصار إدراك حقيقي خاص به صلى الله عليه وسلم انخرقت له فيه العادة ، قال ابن المنير : لا حاجة إلى تأويله ؛ لأنه في معنى تعطيل لفظ الشارع من غير ضرورة ، وقال القرطبي : حمله على ظاهره أولى ؛ لأن فيه زيادة كرامة للنبي صلى الله عليه وسلم ، وكذا نقل عن الإمام أحمد وغيره ، ثم إن ذلك الإدراك يجوز أن يكون برؤية عينه انخرقت له العادة فيه أيضا ، وكان يرى بها من غير مقابلة ؛ لأن الحق عند أهل السنة أن الرؤية لا يشترط لها عقلا عضو مخصوص ، ولا مقابلة ولا قرب ، وإنما تلك الأمور عادية ، ويجوز حصول الإدراك مع عدمها عقلا ، وقيل : كانت له عين خلف ظهره يرى بها من وراءه دائما ، وقيل : كانت بين كتفيه عينان مثل سم الخياط يبصر بها ، ولا يحجبهما ثوب ، ولا غيره ، وقيل : بل كانت صورهم تنطبع في حائط [ ص: 92 ] [ ص: 93 ] قبلته كما تنطبع في المرآة فيرى أمثلتهم فيها فيشاهد أفعالهم