78 ( توضئوا بسم الله ) أي قائلين ، قال الشيخ عز الدين بن عبد السلام أفعال العبد على ثلاثة أقسام ما سنت فيه التسمية ، وما لم تسن وما تكره فيه الأول كالوضوء والغسل والتيمم وذبح المناسك وقراءة القرآن ، ومنه أيضا مباحات كالأكل والشرب والجماع ، والثاني كالصلاة والأذان والحج والعمرة والأذكار والدعوات ، والثالث المحرمات ؛ لأن الغرض من البسملة التبرك في الفعل المشتمل عليه ، والحرام لا يراد كثرته وبركته ، وكذلك المكروه ، قال والفرق بين ما سنت فيه البسملة من القربات وبين ما لم تسن فيه عسير ، فإن قيل إنما لم تسن البسملة في ذلك القسم ؛ لأنه بركة في نفسه ، فلا يحتاج إلى التبريك ، قلنا هذا مشكل بما سنت فيه البسملة كقراءة القرآن ، فإنه بركة في نفسه ، ولو بسمل على ذلك لجاز ، وإنما الكلام في كونه سنة ، ولو كانت سنة لنقل عن الرسول صلى الله عليه وسلم والسلف الصالح كما نقل غيره من السنن والنوافل ( حتى توضئوا من عند آخرهم ) قال التيمي أي توضئوا كلهم حتى وصلت النوبة إلى الآخر ، وقال [ ص: 62 ] الكرماني حتى للتدريج ، ومن للبيان ، أي توضأ الناس حتى توضأ الذين هم عند آخرهم ، وهو كناية [ ص: 63 ] عن جميعهم وعند بمعنى في ، وكأنه قال الذين هم في آخرهم ، وقال النووي من في من عند آخرهم بمعنى إلى وهي لغة ( سطيحة ) قال في النهاية السطيحة من المزادة ما كان من جلدين قوبل أحدهما [ ص: 64 ] بالآخر فسطح عليه ، وتكون صغيرة وكبيرة ، وهي من أواني المياه