1277 [ ص: 40 ] ( لا تقولوا هكذا فإن الله هو السلام ) قال النووي معناه أن السلام اسم من أسماء الله - تعالى - ومعناه السالم من سمات الحدوث ومن الشريك والند وقيل المسلم أولياءه وقيل المسلم عليهم في الجنة وقيل غير ذلك ( التحيات لله ) جمع تحية وهي الملك وقيل البقاء وقيل العظمة وقيل إنما قيل التحيات بالجمع ؛ لأن ملوك العرب كل واحد منهم يحييه أصحابه بتحية مخصوصة فقيل جميع تحياتهم لله -تعالى- وهو المستحق لذلك حقيقة ( والصلوات ) هي الصلوات المعروفة وقيل الدعوات والتضرع وقيل الرحمة أي الله المتفضل بها ( والطيبات ) أي الكلمات الطيبات كالأذكار والدعوات وما شاكل ذلك قال النووي ومعنى الحديث أن التحيات وما بعدها مستحقة لله -تعالى- ولا تصلح حقيقتها لغيره ( السلام عليك أيها النبي ) قال النووي قيل معناه هنا وفي آخر الصلاة التعوذ بالله والتحصين به سبحانه فإن السلام اسم الله سبحانه تقديره الله حفيظ عليك وكفيل كما يقال الله معك ؛ أي بالحفظ والمعونة واللطف وقيل معناه السلام والنجاة لك ويكون مصدرا كاللذاذ واللذاذة كما قال تعالى فسلام لك من أصحاب اليمين ( ورحمة الله ) قد يتمسك به من جوز الدعاء له -صلى الله عليه وسلم- بالرحمة , ولا دليل فيه ; لأنه جاء على طريق التبعية للسلام , وقد يغتفر مجيء الشيء تبعا , ولا يغتفر استقلالا ولي في المسألة تأليف مودع في الفتاوى ( وبركاته ) البركة كثرة الخير أو النمو والزيادة ( السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ) قال النووي : قال الزجاج وصاحب المطالع , [ ص: 41 ] وغيرهما : الصالح هو القائم بحقوق الله - تعالى - وحقوق العباد , وقال nindex.php?page=showalam&ids=14155الترمذي : الحكيم من أراد أن يحظى بهذا السلام الذي يسلمه الخلق في صلاتهم فليكن عبدا صالحا , وإلا حرم هذا الفضل العظيم , وقال الفاكهاني : ينبغي للمصلي أن يستحضر في هذا المحل جميع الأنبياء والملائكة والمؤمنين .