1285 [ ص: 45 ] ( اللهم صل على محمد , وعلى آل محمد , كما صليت على إبراهيم , وآل إبراهيم ) قال النووي : اختلف العلماء في الحكمة في قوله : كما صليت على إبراهيم مع أن محمدا -صلى الله عليه وسلم- أفضل من إبراهيم عليه السلام , قال القاضي عياض : أظهر الأقوال أن نبينا -صلى الله عليه وسلم- سأل ذلك لنفسه ولأهل بيته ليتم النعمة عليهم , كما أتمها على إبراهيم وآله , وقيل : بل سأل ذلك لأمته , وقيل : بل ليبقى ذلك له دائما إلى يوم القيامة ويجعل له به لسان صدق في الآخرين كإبراهيم عليه السلام , وقيل : كان ذلك قبل أن يعلم أنه أفضل من إبراهيم , وقيل : سأل صلاة يتخذه بها خليلا , كما اتخذ إبراهيم [ ص: 46 ] خليلا . هذا كلام القاضي . قال النووي : والمختار في ذلك أحد ثلاثة أقوال : أحدها حكاه بعض أصحابنا عن nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي أن معناه اللهم صل على محمد , وتم الكلام , ثم استأنف وعلى آل محمد أي : وصل على آل محمد , كما صليت على إبراهيم , وآل إبراهيم , والمسئول له مثل إبراهيم , وآله هم آل محمد -صلى الله عليه وسلم- لا نفسه . القول الثاني : معناه اجعل لمحمد , وآله صلاة منك , كما جعلتها لإبراهيم , وآله , والمسئول المشاركة في أصل الصلاة التي لإبراهيم وآله . والثالث المسئول مقابلة الجملة بالجملة ويدخل في آل إبراهيم خلائق لا يحصون من الأنبياء , ولا يدخل في آل محمد نبي , وطلب إلحاق هذه الجملة التي فيهما نبي واحد بتلك الجملة التي فيها خلائق من الأنبياء ( والسلام , كما قد علمتم ) قال النووي : بفتح العين , وكسر اللام المخففة , ومنهم من رواه بضم العين وتشديد اللام أي : علمتكموه , وكلاهما صحيح .