1472 [ ص: 131 ] ( رأيت في مقامي هذا ) قال الكرماني لفظ المقام يحتمل المصدر والزمان والمكان ( كل شيء وعدتم ) هذه أوضح من رواية الصحيح حيث قال فيها ما من شيء لم أكن أريته إلا رأيته في مقامي هذا قال الكرماني في تلك فإن قلت هل فيه دلالة على أنه -صلى الله عليه وسلم- رأى في هذا المقام ذات الله تعالى؟ قلت نعم إذ الشيء يتناوله والعقل لا يمنعه والعرف لا يقتضي إخراجه قلت وقد بينت رواية المصنف أن قوله كل شيء مخصص بقوله وعدتم وذلك خاص بفتن الدنيا وفتوحها وبما في الآخرة من الجنة والنار وقال الشيخ أكمل الدين في شرح المشارق قوله في مقامي يجوز أن يكون المراد به المقام الحسي وهو المنبر ويجوز أن يكون المراد به المقام المعنوي وهو مقام المكاشفة والتجلي بالحضرات الخمسة التي هي عبارة عن حضرة الملك والملكوت والأرواح والغيب الإضافي والغيب الحقيقي فإنه البرزخ الذي له التوجه إلى الكل كنقطة الدائرة بالنسبة إلى الدائرة صلوات الله عليه [ ص: 132 ] وسلامه ونفعنا من نفحات قدسه بمتابعته ( ولقد رأيت جهنم يحطم بعضها بعضا ) أي يعسفه ويكسره كما يفعل البحر وقال النووي معناه شدة تلهبها واضطرابها كأمواج البحر التي يحطم بعضها بعضا ( ورأيت فيها ابن لحي ) اسمه عمرو ولحي بضم اللام وفتح الحاء المهملة وتشديد [ ص: 133 ] التحتية لقبه واسمه عامر