1493 [ ص: 147 ] ( تكعكعت ) أي تأخرت ( قال إني رأيت الجنة فتناولت منها عنقودا ولو أخذته لأكلتم منه ما بقيت الدنيا ) قال ابن بطال لم يأخذ العنقود ؛ لأنه من طعام الجنة وهو لا يفنى والدنيا فانية لا يجوز أن يؤكل فيها ما لا يفنى وقيل لأنه لو رآه الناس لكان إيمانهم بالشهادة لا بالغيب فيخشى أن يقع رفع التوبة فلا ينفع نفسا إيمانها وقيل لأن الجنة جزاء الأعمال والجزاء بها لا يقع إلا في الآخرة ( ورأيت النار فلم أر كاليوم منظرا قط ) المراد باليوم الوقت الذي هو فيه ، أي لم أر منظرا مثل منظر رأيته اليوم فحذف المرئي وأدخل التشبيه على اليوم بشناعة ما رأى فيه وبعده عن المنظر المألوف وقيل الكاف هنا اسم وتقديره ما رأيت مثل هذا منظرا أو منظرا تمييز ( ورأيت أكثر أهلها النساء ) قال الحافظ ابن حجر هذا يفسر وقت الرؤية في قوله لهن في خطبة العيد nindex.php?page=hadith&LINKID=757392تصدقن فإني رأيتكن أكثر أهل النار [ ص: 148 ] ( قيل يكفرن بالله ) القائل أسماء بنت يزيد بن السكن التي تعرف بخطيبة النساء ( يكفرن العشير ) أي الزوج قال الكرماني ولم يعده بالباء كما عدى الكفر بالله ؛ لأن كفر العشير لا يتضمن معنى الاعتراف إذ المراد كفر إحسانه لا كفران ذاته والمراد بكفر الإحسان تغطيته أو جحده ( لو أحسنت إلى إحداهن الدهر ) بالنصب على الظرفية والمراد منه مدة عمر الرجل فالزمان كله مبالغة في كفرانهن وليس المراد بقوله أحسنت مخاطبة رجل بعينه بل كل من يتأتى منه أن يكون مخاطبا فهو خاص لفظا عام معنى ( ثم رأت منك شيئا ) التنوين فيه للتقليل أي شيئا قليلا لا يوافق غرضها [ ص: 149 ] من أي نوع كان