169 ( أعوذ برضاك من سخطك ) قال nindex.php?page=showalam&ids=13104ابن خاقان البغدادي : سمعت النقاد يقول : طلب الاستغاثة [ ص: 103 ] من الله نقص من التوكل ، وقوله صلى الله عليه وسلم : nindex.php?page=hadith&LINKID=757327أعوذ برضاك من سخطك أي أنت الملجأ دون حائل بيني وبينك ، لصدق فقره إلى الله تعالى بالغيبة عن الأحوال وإضمار الخير ، أي أسألك الرضاء عوضا من السخط . ذكره nindex.php?page=showalam&ids=13484ابن ماكولا الشيرازي في كتاب أخبار العارفين ، وقال القاضي عياض - رضي الله عنه - : وسخطه ومعافاته وعقوبته من صفات كماله ، فاستعاذ من المكروه منهما إلى المحبوب ، ومن الشر إلى الخير قال القرطبي : ثم ترقى عن الأفعال إلى منشئ الأفعال فقال ( وأعوذ بك منك ) مشاهدة للحق وغيبة عن الخلق ، وهذا محض المعرفة الذي لا يعبر عنه قول ، ولا يضبطه صفة وقوله ( لا أحصي ثناء عليك ) أي لا أطيقه ، أي لا أنتهي إلى غايته ، ولا أحيط بمعرفته ، كما قال صلى الله عليه وسلم في حديث الشفاعة : nindex.php?page=hadith&LINKID=757328فأحمده بمحامد لا أقدر عليها الآن ، وروى مالك : لا أحصي نعمتك وإحسانك والثناء عليك ، وإن اجتهدت في ذلك ، والأول أولى لما ذكرناه ، ولقوله في الحديث ( أنت كما أثنيت على نفسك ) ومعنى ذلك اعتراف بالعجز عند ما ظهر له من صفات جلاله - تعالى وكماله وصمديته وقدوسيته وعظمته وكبريائه وجبروته ، ما لا ينتهى إلى عده ، ولا يوصل إلى حده ، ولا يحمله عقل ، ولا يحيط به فكر ، وعند الانتهاء إلى هذا المقام انتهت معرفة الأنام ؛ ولذلك قال الصديق الأكبر : العجز عن درك الإدراك إدراك . وقال بعض العارفين : سبحان من رضي في معرفته بالعجز عن معرفته ، وقال ابن [ ص: 104 ] الأثير في النهاية : بدأ في هذا الحديث بالرضا ، وفي رواية : بدأ بالمعافاة ثم بالرضا ، وإنما ابتدأ بالمعافاة من العقوبة لأنها من صفات الأفعال كالإماتة والإحياء والرضا ، والسخط من صفات الذات ، وصفات الأفعال أدنى مرتبة من صفات الذات ، فبدأ بالأدنى مترقيا إلى الأعلى ، ثم لما ازداد يقينا وارتقاء ترك الصفات وقصر نظره على الذات فقال : nindex.php?page=hadith&LINKID=757329وأعوذ بك منك ثم ازداد قربا استحيا معه من الاستعاذة على بساط القرب فالتجأ إلى الثناء فقال : nindex.php?page=hadith&LINKID=757330لا أحصي ثناء عليك ثم علم أن ذلك قصور فقال : nindex.php?page=hadith&LINKID=757331أنت كما أثنيت على نفسك ، وأما على الرواية الأولى فإنما قدم الاستعاذة بالرضا من السخط ؛ لأن المعافاة من العقوبة تحصل بحصول الرضا ، وإنما ذكرها ؛ لأن دلالة الأول عليها دلالة تضمن ، فأراد أن يدل عليها دلالة مطابقة ، فكنى عنها أولا ثم صرح ثانيا ، ولأن [ ص: 105 ] الراضي قد يعاقب للمصلحة أو لاستيفاء حق الغير اهـ .