2100 ( فتحت أبواب الرحمة ) قال : ويحتمل أن يكون فتح أبواب الجنة عبارة عما يفتحه الله تعالى لعباده من الطاعات , وذلك أسباب لدخول الجنة , وغلق أبواب النار عبارة عن صرف الهمم عن المعاصي الآيلة بأصحابها إلى النار , وتصفيد [ ص: 128 ] الشياطين عبارة عن تعجيزهم عن الإغواء , وتزيين الشهوات قال الزين بن المنير : والأول أوجه , إذ لا ضرورة تدعو إلى صرف اللفظ عن ظاهره; وأما الرواية التي فيها أبواب الرحمة , وأبواب السماء , فمن تصرف رواته , وأصله أبواب الجنة , بدليل ما يقابله , وهو غلق أبواب النار , وقال القرطبي : بعد أن رجح حمله على ظاهره , فإن قيل فكيف ترى الشرور والمعاصي واقعة في رمضان كثيرا , فلو صفدت الشياطين لم يقع ذلك ؟ فالجواب : أنها إنما تغل عن الصائمين الصوم الذي حوفظ على شروطه , وروعيت آدابه , أو المصفد بعض الشياطين , وهم المردة , لا كلهم , والمقصود تقليل الشرور منهم فيه , وهذا أمر محسوس , فإن وقوع ذلك فيه أقل من غيره , إذ لا يلزم من تصفيد [ ص: 129 ] جميعهم أن لا يقع شر , ولا معصية ؛ لأن لذلك أسبابا غير الشياطين كالنفوس الخبيثة , والعادات القبيحة , والشياطين الإنسية .