196 ( إن الله لا يستحيي من الحق ) قال النووي - رحمه الله - قال العلماء : معناه لا يمتنع من بيان الحق [ ص: 113 ] فكذا أنا لا أمتنع من سؤالي عما أنا محتاجة إليه ، وقيل : إن الله لا يأمر بالحياء في الحق ولا يبيحه ، وإنما قالت هذا اعتذارا بين يدي سؤالها عما دعت الحاجة إليه مما يستحيي النساء في العادة عن السؤال عنه وذكره بحضرة الرجال ، ويستحيي بياءين ويقال أيضا بياء واحدة ( فقلت لها : أف لك ) قال النووي - رحمه الله - : معناه استحقارا لها ولما تكلمت به ، وهي كلمة تستعمل في الاحتقار والاستقذار والإنكار ، قال nindex.php?page=showalam&ids=11927الباجي : والمراد بها هنا الإنكار ، وأصل الأف وسخ الأظفار ، وفي أف لغات كثيرة قال أبو البقاء : من كسر بناه على الأصل ، ومن فتح طلب التخفيف ، ومن ضم أتبع ، ومن نون أراد التنكير ، ومن لم ينون أراد التعريف ، ومن خفف الفاء حذف أحد المثلين تخفيفا ( أو ترى المرأة ذلك ) قال القرطبي : إنكار عائشة nindex.php?page=showalam&ids=54وأم سلمة على أم سليم - رضي الله عنهن - قضية احتلام النساء يدل على قلة وقوعه من النساء قلت : وظهر لي أن يقال : إن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم لا يقع لهن احتلام ؛ لأنه من الشيطان ، فعصمن منه تكريما له - صلى الله عليه وسلم - كما عصم هو منه ، ثم رأيت الشيخ ولي الدين قال : وقد رأيت بعض أصحابنا يبحث في الدرس منع وقوع الاحتلام من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ؛ لأنهن لا يطعن غيره لا يقظة ولا نوما ، والشيطان لا يتمثل به ، فسررت بذلك كثيرا ( تربت يمينك ) قال nindex.php?page=showalam&ids=12815القاضي أبو بكر بن العربي في شرح الترمذي : للعلماء في معناه [ ص: 114 ] عشرة أقوال : أحدها : استغنيت ، الثاني : ضعف عقلك . الثالث : تربت من العلم . الرابع : تربت إن لم تعقل هذا . الخامس : أنه حث على العلم كقوله : انج ثكلتك أمك ، ولا يريد أن تثكل . السادس : أصابها التراب . السابع : خابت . الثامن : اتعظت . التاسع : أنه دعاء خفيف . العاشر : أنه بثاء مثلثة في أوله ، وقال في النهاية : هذه الكلمة جارية على ألسنة العرب لا يريدون به الدعاء على المخاطب ، ولا وقوع الأمر بها ، كما يقولون قاتله الله ، وقيل : معناها لله درك ، وقيل : أراد به المثل ليرى المأمور بذلك الجد ، وأنه إن خالفه فقد أساء ، وقال بعضهم : هو دعاء على الحقيقة ، وأنه قال nindex.php?page=showalam&ids=25لعائشة - رضي الله عنها - : nindex.php?page=hadith&LINKID=757333تربت يمينك ؛ لأنه رأى الفقر خيرا لها ، والأول أوجه يعضده قوله في حديث خزيمة : أنعم صباحا تربت يداك . فإن هذا دعاء له وترغيب في استعماله ما تقدمت الوصية به . ألا تراه قال : أنعم صباحا ثم عقبه بتربت يداك ، وكثيرا ما يرد للعرب ألفاظ ظاهرها الذم ، وإنما يريدون بها المدح كقولهم : لا أب لك ، ولا أم لك ، وموت أمه ، ولا أرض لك ، ونحو ذلك ، وقال النووي : في هذه اللفظة خلاف كثير منتشر جدا للسلف والخلف من الطوائف كلها ، والأصح الأقوى الذي عليه المحققون : أنها كلمة أصلها افتقرت ، ولكن العرب اعتادت استعمالها غير قاصدة حقيقة معناها الأصلي ، فيذكرون تربت يداك وقاتله الله ما أشجعه ولا أم لك وثكلته أمه وويل أمه ، وما أشبه ذلك من ألفاظهم ، يقولونها عند إنكارهم الشيء أو الزجر عنه أو الذم له أو استعظامه أو الحث عليه أو الإعجاب به ( فمن أين يكون الشبه ) قال النووي : معناه أن الولد متولد من ماء الرجل وماء المرأة ، فأيهما غلب كان الشبه له ، وإذا كان للمرأة مني فإنزاله وخروجه منها ممكن ، ويقال : شبه بكسر الشين [ ص: 115 ] وسكون الباء وشبه بفتحهما لغتان مشهورتان