3245 ( أن أبا عمرو بن حفص طلقها ) قال النووي : هكذا قال الجمهور وقيل : أبو حفص بن عمرو ، وقيل أبو حفص بن المغيرة ، واختلف في اسمه ، والأكثرون على أن اسمه عبد الحميد ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي : اسمه أحمد ، وقال آخرون : اسمه كنيته ( أم شريك ) اسمها غزية وقيل : عزيلة بنت دودان ( فآذنيني ) بالمد أي أعلميني ( أما أبو جهم فلا يضع عصاه عن عاتقه ) قيل : المراد أنه كثير الأسفار ، وقيل : [ ص: 76 ] إنه كثير الضرب للنساء ، قال النووي : وهذا أصح ، قال nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم في كتاب مناقب nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي : من لطيف استنباطه ما رواه nindex.php?page=showalam&ids=16935محمد بن جرير الطبري عن الربيع قال : كان nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي يوما بين يدي مالك بن أنس ، فجاء رجل إلى مالك فقال : يا أبا عبد الله إني رجل أبيع القمري ، وإني بعت يومي هذا قمريا ، فبعد زمان أتى صاحب القمري فقال : إن قمريك لا يصيح ، فتناكرنا إلى أن حلفت بالطلاق أن قمري لا يهدأ من الصياح ، قال مالك : طلقت امرأتك ، فانصرف الرجل حزينا ، فقام nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي إليه وهو يومئذ ابن أربع عشرة سنة وقال للسائل : أصياح قمريك أكثر أم سكوته؟ قال السائل : بل صياحه ، قال nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي : امض فإن زوجتك ما طلقت ، ثم رجع nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي إلى الحلقة فعاد السائل إلى مالك وقال : يا أبا عبد الله تفكر في واقعتي - تستحق الثواب - فقال مالك - رحمه الله - : الجواب ما تقدم ، قال : فإن عندك من قال : الطلاق غير واقع ، فقال مالك : ومن هو؟ فقال السائل : هو هذا الغلام ، وأومأ بيده إلى nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي ، فغضب مالك وقال : من أين هذا الجواب؟ فقال nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي : لأني سألته : أصياحه أكثر أم سكوته؟ فقال : إن صياحه أكثر ، فقال مالك : وهذا الدليل أقبح ، أي تأثير لقلة سكوته وكثرة صياحه في هذا الباب؟ فقال nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي : لأنك حدثتني عن عبد الله بن يزيد عن nindex.php?page=showalam&ids=12031أبي سلمة بن عبد الرحمن عن فاطمة بنت قيس : nindex.php?page=hadith&LINKID=757455أنها أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله ، إن أبا جهم ومعاوية خطباني فبأيهما أتزوج؟ فقال لها : أما معاوية فصعلوك ، وأما أبو جهم فلا يضع عصاه عن عاتقه وقد علم الرسول أن أبا جهم كان يأكل وينام ويستريح ، فعلمنا أنه عليه الصلاة والسلام عنى بقوله : لا يضع عصاه عن عاتقه على تفسير أن الأغلب من أحواله ذلك ، فكذا هنا حملت قوله : هذا القمري لا يهدأ من الصياح أن الأغلب من أحواله ذلك . فلما سمع مالك ذلك تعجب من nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي ولم يقدح في قوله ألبتة ( وأما معاوية فصعلوك ) بضم الصاد ( لا مال له ) قال النووي : في هذا الحديث استعمال المجاز وجواز إطلاق مثل هذه العبارة ، فإنه قال ذلك مع العلم بأنه كان لمعاوية ثوب يلبسه ونحو ذلك من المال المحقر ، وأن أبا جهم كان يضع العصا عن عاتقه في حال نومه وأكله وغيرهما ، ولكن لما كان كثير الحمل للعصا ، وكان معاوية قليل المال جدا جاز إطلاق هذا اللفظ عليه مجازا .