4169 [ ص: 146 ] ( لا هجرة بعد فتح مكة ) قالوا : الهجرة من دار الحرب إلى دار الإسلام باقية إلى يوم القيامة ، وأولوا الحديث بأن معناه : لا هجرة من مكة بعد أن صارت دار الإسلام ( ولكن جهاد ونية ) أي : لكن لكم طريق إلى تحصيل الفضائل التي في معنى الهجرة ، وذلك بالجهاد ونية الخير في كل شيء ( وإذا استنفرتم فانفروا ) أي : : إذا دعاكم الإمام إلى الخروج إلى الغزو فاخرجوا إليه . قال الطيبي : كلمة " لكن " تقتضي [ ص: 147 ] مخالفة ما بعدها لما قبلها ، أي : المفارقة عن الأوطان المسماة بـ " الهجرة المطلقة " انقطعت ، لكن المفارقة بسبب الجهاد باقية مدى الدهر ، وكذا المفارقة بسبب نية خالصة لله تعالى ، كطلب العلم والفرار بدينه ، ونحو ذلك